news & views

Friday, July 14, 2006

تشيخوف.. مرة أخرى:مسرح الإنقاذ.. وقطار السابعة والنصف


أثناء بحثي عن قصة تشيخوف عن الصياد والدب، والتي أشرت إليها في مقال نشر قبل أيام، أعدت قراءة كل ما توفر لدي من قصص تشيخوف القصيرة، واكتشفت مرة أخرى معنى أن الأدب العظيم هو ذلك الذي يكتب نفسه من جديد كل مرة تقرأه. تماماً كما قيل إنك لا تعبر النهر مرتين، فأنت لا تقرأ الأدب العظيم مرتين، ولا تشاهد اللوحة الجميلة مرتين، ولا تستمع إلى الموسيقى العذبة مرتين. أعترف بأنني حينما كنت أبحث عن تلك القصة، كان ذهني مشغولاً بالمقارنة المذهلة والفاضحة بين مدلولاتها وبين التنازلات التي ما فتأت حركتنا السياسية تقدمها للإسلاميين. ولربما كانت تلك المشغولية هي التي جعلت من كل قصة أقرأها لتشيخوف عدسة أنظر عبرها إلى الإنقاذ والتحولات العميقة التي أحدثتها في المجتمع السوداني وحركاته السياسية، ولكن مهما كان حجم تلك العدسة، فلو لم يك تشيخوف على ذلك القدر من الإبداع، لكنت عدت بخفي حنين.

في قصة قصيرة بعنوان (الكبش والآنسة) يحكي تشيخوف عن ذلك السيد الشبعان اللامع صاحب القصر المنيف، الذي استيقظ بعد الظهيرة، لا يدري ماذا يفعل وبماذا يسلي نفسه ويملأ الوقت الطويل قبل الذهاب مساءً إلى المسرح، لقد مل القراءة منذ عهد سحيق، ولا رغبة له في التثاؤب أو التفكير، والكسل الشديد يحول بينه وبين الذهاب إلى التزلج. وبينما هو كذلك، يخبره الخادم بأن آنسة ما تود مقابلته، فيأذن لها بالدخول دون أن يعرف من هي، إذ أن الأمر لديه سيان.

تدخل فتاة جميلة، تبدو البساطة ورقة الحال على ملابسها، وتعتذر عن حضورها على غير موعد، فيطلب منها أن تشرح ما الذي أتى بها، بينما يأمر الخادم أن يعد لها شاياً. مرتبكة، تبدأ الآنسة في شرح حاجتها، (لقد سمعت أنهم يعطون بطاقات سفر مجانية بالقطار، وأنا أحتاج إلى بطاقة من بطرسبورج إلى كورسك، فأنا لست غنية). يبدي السيد اهتمامه بالأمر، فيسأل عن أسباب سفرها إلى كورسك، فتجيب بأنها تود أن ترى أهلها الذين تفتقدهم منذ فترة طويلة وأن تعاود والدتها التي علمت مؤخراً بأنها مريضة. ويظهر السيد تعاطفاً معها فيستطرد في الأسئلة، هل هي طالبة أم موظفة وكم هو مرتبها، ويعلق بأن مرتبها حقاً ليس كبيراً وأنه ليس من الإنصاف ألا يعطوها بطاقة مجانية، ثم ينتقل في مودة شديدة للتعرف على تفاصيل حياتها فيسألها إن كان لها حبيب أو خطيب في كورسك، فقد حان الوقت كي تتزوج، ثم يحول مجرى الحديث ببراعة إلى كورسك ويسألها عن نوعية الحياة فيها (والتي لا بد أن تكون مملة)... إلخ. وبما أن الآنسة لم تك تتوقع هذا الاستقبال الرقيق وهذا الاهتمام الفائق، فقد اندفعت في الحديث، واصفة للسيد كل أنواع ومسليات الحياة في كورسك، ثم تطرقت إلى أهلها، إخوتها وأعمامها وغيرهم، حتى أنه حينما استفسر عن ملامح خطيبها وما إذا كان وسيماً، أسرت له بكل الخطاب الذين تقدموا لها في بطرسبورج، ثم أخرجت رسالة من والدها لها وبدأت في قراءتها عليه. وبينما هي تتلو الرسالة عليه، دقت الساعة معلنة الثامنة مساءً، فنهض السيد على الفور وودعها قائلاً (لقد حان موعد انصرافي، لابد أن المسرح قد بدأ عرضه)، وهنا تسأله الآنسة عما إذا كان سيرسل إليها البطاقة، فيجيبها كأنما هو يسمع الموضوع لأول مرة (بطاقة؟.. أي بطاقة؟.. آه.. لا بد أنك قد أخطأت المدخل، آنستي، فموظف السكك الحديدية يسكن بالقرب مني، أما أنا فأعمل في بنك) وبينما يهم خارجاً يودعها متمنياً لها حظاً سعيداً، ويطلب من الخادم أن يعد لها العربة. تهرع الآنسة للمدخل الآخر وحينما طلبت أن تقابل صاحب المنزل، قيل لها إنه سافر إلى موسكو في السابعة والنصف.

يستعرض تشيخوف كيف يمكن للسلطة والثروة أن تتيحا لشخص ألا يعبأ مطلقاً بشقاء وعذاب وحاجة الآخرين، ليس ذلك فحسب، بل كيف يمكن لمثل ذلك الشخص أن يستغل عذابات الآخرين وحاجتهم مادة للهو والتسلية وتزجية وقت الفراغ. ذلك من ناحية، أما من الناحية الأخرى، فإن تشيخوف يصور لنا في جملتين صغيرتين مذهلتين وبوضوح مكثف كيف أن (المدخل الخطأ) يؤدي، ليس فقط إلى ضياع الوقت، وإنما إلى ضياع القضية ذاتها.

وأنا أعيد قراءة (الكبش والآنسة) قفزت إلى ذهني، ضمن صور عديدة، صورة السادة المناضلين قادة المعارضة، أعضاء المجلس الوطني الآن، وهم يبثون شكاوى وعذابات مواطنيهم وجماهيرهم إلى الإنقاذ. أراهم يشرحون لها حاجة أولئك المواطنين البسطاء والجماهير المسحوقة لبطاقات الأمان وبطاقات العيش الآدمي الكريم وبطاقات المدارس وبطاقات العلاج وبطاقات الكرامة الإنسانية وكل بطاقات حقوق الإنسان السياسية والمدنية الاقتصادية والاجتماعية وبطاقات السكك الحديدية. وأرى الإنقاذ تضع ساقاً على ساق، وهي تتصنع الاستماع باهتمام عميق، يأتي الوزراء للاستجواب وهم يبتسمون، وتأتي الأوامر الرئاسية وهي تتبختر، وتدور ثرثرة ومماحكة، وبين الحين والآخر يثور جدل عنيف، ثم يطلب الشاي والمرطبات للجميع من أجل تلطيف الأجواء. وفي حالات تبدي السلطة تعاطفها مع مطالب (المعارضة) الشرعية، وتعترف بأنه من حق المواطنين والجماهير أن يحصلوا على تلك البطاقات أو بعضها. وبينما ينتظر السادة المناضلون الأماجد تلبية مطالبهم، وبينما ينقل الصحافيون وأجهزة الإعلام الممارسة الديمقراطية العظيمة، تظل الإنقاذ تفكر في (الساعة الثامنة) وتخطط لمواعيد (المسرح) الحقيقي حيث تدور وتحسم المعارك، بالطائرات والمدرعات وصهوات خيول الجنجويد، وبالاغتصاب والاغتيال والاعتقال والتعذيب.

قرأت في اليومين الماضيين أن أولئك المناضلين الأماجد يفكرون الآن في الانسحاب من المجلس الوطني. لا أدري إذا ما كانوا قد اكتشفوا أنهم قد ولجوا عبر (المدخل الخطأ) أم لا، أو إذا كانوا قد استبانوا أن القصر المنيف ليس هو المكان الصحيح لطرح قضاياهم ومناقشتها والعمل من أجل تحقيقها، ولكن ما آمله حقاً هو ألا يكون (قطار السابعة والنصف إلى موسكو) قد غادر قبل أن يتخذوا قرارهم. محمد سليمان

Wednesday, May 24, 2006

بيان من المجموعة السودانية لضحايا التعذيب واشنطون

نقلاً عن سودانيز اون لاين 24 مايو 2006
بيان من المجموعة السودانية لضحايا التعذيب واشنطون
يزور الولايات المتحدة هذه الايام مسئول ومنسق قوات الدفاع الشعبي السابق واحد الاعمدة الامنية الهامة لنظام الانقاذ والمسئول الاول للكثير من الجرائم والتجاوزات الامنية وخاصة ابان تولية منسقية الدفاع الشعبي والتي مارس فيها ابشع الجرائم والتصفيات على كرتى واسم على كرتى مرشح ان يكون من ضمن ال51 مجرما والمتهمون بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم الابادة الجماعية في دارفور.
وللاسف الشديد تقيم سفارة النظام في واشنطون مساء اليوم الاربعاء 24 مايو اي ليلة 25 مايو المشئوومة في تاريخ الشعب السودانى حفل عشاء علي شرف من لا شرف له المجرم السفاح المدعو على كرتى.
وبكل اسف ايضا تم توجيه الدعوة لبعض ممثلي الاحزاب السياسية في منطقة واشنطون كما تمت الدعوة للجنة الجالية السودانية بواشنطون.
ونحن في المنظمة السودانية لضحايا التعذيب ندعو كل القوى السياسية وممثلي الاحزاب والجمعيات والهيئات ونوجه النداء خاصة للجالية السودانية في منطقة واشنطون الكبري بمقاطعة هذه الدعوة مقاطعة تامة وعدم المشاركة في موائد اللئام ومد الايادي ومصافحة اياديهم الملطخة بدماء الشهداء بطول البلاد وعرضها.
وليذكر الجميع ان هذه الدعوة تقام علي اشلاء جثث شهداء قتلوا وسحلوا وتركوا في العراء لتنالهم جزر السباع ولاينسي الجميع من هو هذا النكرة على كرتي وليذكر الجميع سجله الاسود الملي بالدماء والقتل.
ان المشاركة في هذه الدعوة وتطبيع العلاقة مع مجرمي الانقاذ لخيانة كبري لشهدائنا الابرار وجريمة لاتغتفر في حق شعبنا الابي والتاريخ واقف بالمرصاد لكل مهادن ومتهاون في قضايا شعبنا المصيرية والحاسمة كالقصاص والمحاسبة لكل من اجرم بحق شعبنا البطل.
المجموعة السودانية لضحايا التعذيب /واشنطون

Wednesday, May 10, 2006

بيان من الحزب الشيوعي السوداني عن اتفاق ابوجا

بيان من الحزب الشيوعي السوداني
عن اتفاق ابوجا

جاء اتفاق ابوجا بين الحكومة وحركة التحرير جناح مني اركوي مخيباً لامال الشعب السوداني وبشكل خاص محبطاً لطموحات اهل دارفور الذين قدموا تضحيات جمة للوصول الى اتفاق مناسب يتوافق مع مطالبهم العادلة في قسمة السلطة والثروة.
اولاً .. الاتفاقية لا تختلف كثيراً عن ماتم في نيفاشا في ثنائيتها وهي شبيهة لها في الضغط المكثف الذي مارسه العنصر الخارجي لفرضها ولهذا فهي تحمل ذات سمات الاتفاق الثنائي الذي وقع في نيفاشا بل تبرز بصورة اكثر نقصاً وضعفاً برفض حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان جناح عبد الواحد على التوقيع عليها .
ثانياً.. منذ ان بدأت مشكلة دارفور قبل عدة سنوات اجمعت كل القوى السياسية في البلاد على عقد مؤتمر قومي جامع يتفق فيه على الحلول الواقعية المناسبة حلاً جذرياً. غير ان سلطة الانقاذ رفضت عقد مثل هذا المؤتمر بل اكثر من ذلك التفت حول مقترحات جميع قوى المعارضة السياسية التي نصت على ان يسبق المؤتمر القومي الجامع حوار دارفوري دارفوري للاستماع لرأي اهل دارفور والاستنارة برأيهم بل واصطحابه في المناقشات التي تجري في ابوجا وغيرها، ولهذا فإن هذا الحوار لم يستوف كل شروطه بسبب تدخل السلطة وتسويفها ومماطلتها واصرارها عن قصد على عدم اشراك القوى السياسية وفعاليات دارفور في حل قضاياهم.
يحدث هذا بالرغم من ان السلطة وافقت في مفاوضات ابوجا في 9 نوفمبر 2004 على ان تعرض كل الاتفاقيات التي يتم التوصل اليها في ابوجا على كل اهل دارفور في مؤتمر قومي جامع وشامل لمشورتهم وضمان رضائهم .
ثالثاً.. الاتفاقية تعاملت مع الحكومة وكأنها طرف محايد في ما حدث من مآسي في دارفور، بينما الانقاذ هي طرف اصيل في مفاقمة الازمة وتصعيدها وما وصلت اليه من نتائج مأساوية.
ولهذا لم يرد بوضوح في الاتفاقية محاسبة كبار المسؤولين وغيرهم عن الجرائم التي ارتكبت في دارفور او تقديمهم لمحاكمات عادلة.
كما لم يرد النص المحدد للآليات التي يتم بها نزع سلاح الجنجويد والقاء القبض عليهم وتقديم من اجرم منهم في حق اهل دارفور الى المحاكمة.
ان القوى الخارجية الدولية والاقليمية التي صممت واخرجت نيفاشا سلكت ذات الاسلوب لحل مشكلة دارفور ولهدف اساسي هو تمديد عمر الانقاذ بوصفها الحكومة الوحيدة التي يمكن ان تنفذ مصالحهم ليس في دارفور وحسب بل في كل المنطقة.
فدارفور وتشاد والكمرون وساحل العاج وافريقيا الوسطى وكل دول غرب افريقيا حتى المحيط الاطلسي اصبحت ميداناً لصراع الاحتكارات عابرة القارات للاستحواذ على بترول افريقيا اولاً ثم خاماتها الاخرى مستعينة بتنظيمات مثل (نيباد) الشراكة للتنمية وغيرها. وتلعب الولايات المتحدة الامريكية الدور الاكبر في هذا الصراع.
رابعاً.. ان الحديث عن وضع دارفور وترسيم حدودها ..الخ لاتسنده اي اسباب موضوعية ، فدارفور منذ ان دخلتها القوات الاستعمارية في 1916/1917 صارت مديرية دارفور بحدودها وتقسيماتها المعلومة تاريخياً وجغرافياً وهذا الوضع لا يتغير لمجرد ان سلطة الانقاذ قسمتها الى ثلاث ولايات ولرغبتها الجامحة في التفرقة بين القبائل العربية والافريقية ، فأهل دارفور قد اجمعوا في مؤتمراتهم المختلفة وحتى داخل مفاوضات ابوجا وغيرها معبرين عن ان تظل دارفور اقليماً موحداً ولهم حق الخيار في اقامة ثلاث ولايات داخل هذا الاقليم الموحد وهو اجماع على مطلب عادل.
خامساً.. لكل تلك الاسباب فإننا نعتبر ان ماتم من اتفاق في ابوجا هو صفقة بين المجتمع الدولي وحكومة الانقاذ وان اهل دارفور بل واهل السودان جميعاً ليسوا طرفاً في هذه الصفقة.
صحيح ان سلطة الانقاذ ذكرت –بإستحياء- انها ستقبل دخول قوات اجنبية في دارفور بعد التوقيع على اتفاق للسلام ،إلا انها ورغم الضجيج والصراخ والتهديد الاجوف بأنها لن تسمح بدخول اي قوات اجنبية إلا على جثث سلطة الانقاذ ، اعلنت فتح حدود السودان على مصاريعها لدخول هذه القوات رغم ان الاتفاق لازال ناقصاً بدليل عدم توقيع فصيلين عليه، وبالرغم من ان السلام لم يصبح واقعاً معاشاً على الارض .
اننا نؤكد حرصنا على ان تحل قضية دارفور حلاً سلمياً ديمقراطياً يجمع عليه اهل دارفور مدنيين وحركات مسلحة وان تبادر الحركات المسلحة للوصول لبرنامج حد ادنى لتنسيق خطواتها الهادفة لحل ازمة دارفور ومطالب اهلها العادلة في اقتسام السلطة والثروة بأن يكون لهم نائب لرئيس الجمهورية وتمثيل يتناسب وعددهم السكاني واسهامهم في الثروة القومية في الاجهزة التنفيذية والتشريعية الاتحادية والولائية وكافة مفاصل السلطة وكل عائدات الثروة.
ولكي يصبح مثل هذا الاتفاق محلاً للتنفيذ لابد من عرضه قبل الشروع في تنفيذه على اهل دارفور في مؤتمر جامع لهم .
كل هذا هو الذي يضمن الحد الادنى لنجاح اي مساع لحل ازمة دارفور وإلا فإن الازمة سيعاد انتاجها طال الزمن ام قصر.
سكرتارية اللجنة المركزية الحزب الشيوعي السوداني7 مايو 2006

توقعيات من اجل رفض اتفاقية ابوجا

http://www.thepetitionsite.com/takeaction/578741957?ltl=1147303053

Monday, May 08, 2006

نعم وداعأ للسلاح و الي الأبد .. لكن الثورة يجب ان تستمر ..

نعم وداعأ للسلاح و الي الأبد .. لكن الثورة يجب ان تستمر ..

محمدين محمد اسحق ..


في العام 1990 حينما انهزم رئيس نيكارجوا الاسبق دانيال أورتيجا من قبل سيدة مغمورة هي فيوليتا شامورو و التي قتل ثوار الساندونستا زوجها وقت ثورتهم ..قال اورتيجا انهزمنا لأننا توجهنا الي صناديق الاقتراع و المسدس مصوب الي رؤوسنا
و كان يقصد الضغوطات التي كانت تتعرض لها بلاده من قبل الولايات المتحدة الامريكية ..الحال في أبوجا هذه الأيام يشبه الي حد ما ما تعرض له ثوار الساندونسيتا مع بعض الاختلافات الظرفية و الموضوعية ..
توقيع حركة تحرير السودان بقيادة مني أركوي مناوي علي اتفاقية السلام المقدمة من قبل الاتحاد الافريقي يوم الخميس 5/5/2006 اصاب البعض بالصدمة خاصة انصار حركات دارفور وهذه الصدمة تحولت الي حالة غضب هستيري (نبيل) لها ما يبررها .. ابناء دارفور أصحاب الوجعة علقوا آمالأ عريضة علي هذه الثورة و علي قياداتها ..ربما وصلت الي درجة التنزيه و القداسة و العصمة لدي البعض من هؤلاء .. ولذا كانت هذه الصدمة وهذا الغضب الذي وصل الي درجة وصف مناوي بخيانة اهل دارفور ..وهو وصف مهما كان الاختلاف مع مواقف الرجل لا ينبغي اطلاق هذه الصفة عليه ..مثلما لا يجب ان يطلق علي اي من قيادات الحركات الاخري مثل هذه الاوصاف ..
نقطة أخري تقال هنا ..هذه الاتفاقية وبشكلها هذا لم تكن وليدة الصدفة و المفاجأة .. فاعلان المبادئ الذي وقع العام الماضي هو الذي وضع سقف مطالب أهل دارفور و حدد اطر النقاش في جولات التفاوض التي تلت ذلك ..اذأ فيما الدهشة ..فهذا ليس زمن
العصا التي تضرب البحر فتسلك ارضأ يبسأ .. وليس وقت الحجارة التي تتفجر ماء .. هذا زمن تحصد فيه ما زرعته ..
ليس بكاء علي اللبن المسكوب لكن قضية دارفور أطرت في هذه الحلقة الضيقة يوم ان اختلفت اهواء و اراء قيادات الثورة ..
لا شئ استجدّ ..اللهم الا ان تشرق الشمس غربأ ..
هناك امتعاض وغضب من الوسطاء وورقتهم التي قدمت ...هؤلاء في نهاية الأمر (اجاويد) يقربون بين وجهات النظر المختلفة هم نظروا الي المطالب التي قدمت من قبل وكلاء نا .. ونظروا الي المطالب التي قدمتها الحكومة . نتاج الاخذ من هذا و من ذاك هوهذه الورقة التي قدمت .. ما الغريب اذأ .. هذه يعرفها الكل في جويدية الشجرة و (الدرا) ..
ما حدث قد حدث .. علي ابناء دارفور تجاوز ما فات و التعامل بموضوعية ..فمن الصعوبة بمكان تخيل ان تقوم حركة تحرير السودان السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور وحركة العدل و المساواة بقيادة د.خليل ابراهيم بمواصلة عملية الكفاح المسلح بعد انتهاء هذه الجولة من المفاوضات .. خيار الثورة المسلحة يعني الانتحار السياسي و العسكري لكلاهما ..اذا التوقيع علي الاتفافية اسوة بفصيل مني هوالحل المعقول و المتوقع من قيادات حركة التحرير و حركة العدل و المساواة ..
يجب الخروج الأن من سرادق بكاء ابوجا و مواصلة الثورة و النضال من اجل حقوق اهل دارفور ..خاصة تلك التي لم تجد الانصاف .. فالثورة والنضال ليس بندقية و بارودة فقط ..تحديات ما بعد الثورة المسلحة اكثر وأكبر .. الثورة المدنية غير المسلحة يجب ان تستمر ..و اليات ذلك كثيرة ..حتي لاؤلئك الذين يعارضون هذه الاتفاقية يمكن لهم مواصلة الثورة دون البندقية ..و يمكن لهم ان ينتصروا ايضأ ..
و يبقي التحدي الأكبر هو وحدة حركات دارفور في مرحلة ما بعدابوجا علي الاقل في الأطر التنسيقية ..و هنا ينبغي الاشارة الي ان التصريحات التي صدرت بخصوص ان هذا فصيل أكبر و ذاك فصيل اصغر تعتبر غير موفقة بالمرة و في هذا الوقت بالتحديد .. القوة العسكرية ليست تعني انتصارأ دائمأ ..و لا تعني حقأ مطلقأ .. فاليابان المهزومة في الحرب العالمية انتصرت بعد ذلك اقتصاديأ و تقنيأ و غيرت مفاهيم الانتصار و الهزيمة ..
هذا المثال قد يأتي من يجادل فيه .. دعنا نرجع الي مثال ثوار الساندونيستا فهو الأقرب هنا ..فهم قدنجحوا في الاطاحة بحكومة دكتاتور نيكاراقوا (انستازيو سوموزا) في ثورة مسلحة في العام 1979 ..و حكم قائد الثوار البلاد و لمدة عشر سنوات في فترة شهدت انتخابات قاطعتها الاحزاب الاخري ..ولم تشهد البلاد استقرارأ في هذه السنوات فقد استمرت الحرب الاهلية .. وهذه المرة كانت الثورة يمينية مدعومة امريكيأ ..وحينما شهدت البلاد اول انتخابات ديمقراطية انهزم ثوار الساندونيستا .. و لم يعودوا الي الحكم مرة اخري حتي اليوم ..ولم يشفع لهم انهم خلصوا نيكارجوا من حكم دكتاتور طاغية ومتسلط مثل سوموزا .. و لم تجد نفعأ الشعارات التي رفعوها مثل أنهم حركة جماهيرية و ثورة تحرير أتت من أجل الجماهير ..
الثورة المسلحة هنا في هذه الحالة انهزمت يوم ان عادت الي الجماهيرالذين قالت انها قاتلت من أجلهم .. ثوار دارفور يخطئون اذا ظنوا بعد الأن ان البندقية و الاتفاقية تحقق لهم الانتصار الدائم و الشرعية الأبدية .. وسينهزمون مثلما انهزم الساندونسيتا اذا ساد مفهوم الثوري الأقوي و الثوري الأضعف و ذلك في محك اول تجربة ديمقراطية ...

Monday, April 03, 2006

ورقة الاستاذة هنادى فضل المقدمة فى مؤتمر النديم حول اشكال التعذيب فى السودان

أشكال التعذيب في السودان
خلفية جغرافيا وسياسية
يقع السودان في الجزء الشمالي الشرقي لأفريقيا ويحتل جزء كبير في وادي النيل يحده شمالا مصر وليبيا وجنوبا الكنغو أوغندا وغربا أفريقيا الوسطى وشرقا البحر الأحمر وارتريا وإثيوبيا يقع في مساحة 2,5 مليون كيلومتر مربع يقطن بها 31 مليون نسمة يتجمعون على المناطق الريفية وتتميز التركيبة السكانية بالتعددية الثقافية والعرقية والدينية .
خلفية سياسية
شهد السودان منذ استقلاله 1956 والى 1989 ثلاثة انقلابات ديكتاتورية عسكرية (عبود 58 إلى 64 ونميري 1969 إلى 85 ومن 89الى ألان ) بالإضافة لحروب ونزاعات مسلحة في جنوب السودان وغربه وشرقه على الرغم من أن عمليات العنف والتعذيب كانت مصاحبة لكل الدكتاتوريات المذكورة ورغم أن الإنسان السوداني يختزن في ذاكرته وخبراته أشكال من التعذيب عن الفترات المذكورة إلى أن الطغمة الإسلامية الحاكمة كانت البداية الحقيقية لانتهاكات حقوق الإنسان الأساسية ، ابتدرت إجراءاتها القمعية بإعدام ثلاثة من تجار العملة واعدام28 ضابط استشهد من اثر التعذيب في المعتقلات د. على فضل وأشعلت حرب جهادية وعرقية في جنوب السودان وزجت بالأطفال في هذه الحروب أيضا حرب عرقية وابادة جماعية وهجمات منهجية ومنظمة وإعدامات واغتصابات وسحل وحرق في دارفور وأيضا حرب عرقية في شرق السودان , حلت الدستور والأحزاب والنقابات والجمعيات واستهدفت حق .المواطنين في التنظيم والتعبير وحظرت الصحف وأعلنت حالة طؤاري .وتنامت أخبار انتهاكات حقوق الإنسان إلى المجتمع الدولي بمنظماته الحكومية وغير الحكومية فتحرك المجتمع الدولي للتصدي لهذه الانتهاكات ونتيجة لذلك قامت الأمم المتحدة بتعين مقرر خاص لرصد وضعية حقوق الإنسان في السودان وكذلك أرسل مقرر الأمم المتحدة المعني بالتعذيب المناشدات العجلة وذكر في تقريره ان التعذيب يمارس بصفة معتادة في السودان وجاء تقرير هيومن رايتس وتش الأخير بتورط الحكومة السودانية في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور .
أشكال التعذيب
و يقصد "بالتعذيب" وفقا لتعريف اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد ،جسديا كان أم عقليا،يلحق عمدا بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص،أو من شخص ثالث،على معلومات أو على اعتراف ،أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في انه ارتكبه ،هو أو شخص ثالث أو تخويفه أو إرغامه هو أو أي شخص ثالث - أو عندما يلحق مثل هذا الألم أو العذاب لاى سبب يقوم على التمييز أيا كان نوعه،أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص يتصرف بصفته الرسمية ولا يتضمن ذلك الألم أو العذاب الناشئ فقط عن عقوبات قانونية أو الملازم لهذه العقوبات أو الذي يكون نتيجة عرضية لها.*يعد التعذيب من أبشع أنوع العنف التي يتعرض لها الإنسان وذلك ما لما يترتب عليها من أثار اجتماعية وجسدية ونفسية وانعاكسها السلبي على التنمية البشرية
.يستخدم النظام الإسلامي في السودان العنف كوسيلة لإرهاب مواطنيها ولخضوعهم لها وضمان الاستمرارية في السلطة ونهب الثروات وفي هذا الإطار اخذ النظام في ابتداع وتطوير أشكال للتعذيب المعروفة إبان الديكتاتوريات السابقة .سأتطرق لأشكال التعذيب في السودان مستعينة بخبرة شخصية وبعض شهادات ضحايا التعذيب في السودان مستعينة بكتاب التعذيب في السودان لمركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب بتقارير و بنشرات منظمتي هيومن رايتس وتش ومنظمة العفو الدولية وهي على سبيل المثال لا الحصر :-
1.
التعذيب أثناء الاعتقال
:• الضرب المبرح المفضي للإعاقة
• الإهانة أمام أفراد الأسرة وبمفردات بذئية•
الحجز الانفرادي في أوضاع غير إنسانية •
الحجز الجماعي في مساحات ضيقة •
الوقوف لفترات طويلة •
التقييد في أوضاع مختلفة الشبع في أوضاع مؤلمة •
الإجبار على شرب كميات من المياه مع الحرمان من قضا الحاجة •
الحرمان من النوم •
إغراق الرأس في الماء •
سكب الماء البارد انتزاع الأظافر •
الصعق الكهربائي •
استنشاق محاليل (الشطة )أنوع التعذيب الجنسي •
التحرش الجنسي •
الاغتصاب أمام الأقارب •
إدخال سلك معدني في القضيب الذكري •
الضرب المبرح في الجهاز التانسلي التهديد باغتصاب أفراد الأسرة.
و بمقتضى الميثاق وخاصة المادة (55) التي تعزيز احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وبمراعاة المادة (5 )من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة (7 )من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وكلتاهما تنص على عدم جواز تعرض أحد للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ، ومراعاة أيضا لإعلان حماية جميع الأشخاص من التعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ،الذي اعتمدته الجمعية العامة في 9 كانون الأول/ ديسمبر 1975، يقع الواجب على عاتق المجتمع والمنظمات الإنسانية في العالم قاطبة زيادة فعالية النضال ضد التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية في العالم قاطبة
وفي السودان خاصة, وخاصة ان السودان وقع وصادق العهدين الدوليين اتفاقية حقوق الطفل ووقع السودانية على اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة من دون أية تحفظات عليه ولكل ما تقدم أوصي بالاتي لوضع حد للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة بالسودان :
• ينبغي على الحكومة السودانية إلغاء المادة 31 من قانون قوات الأمن القومي لوضع حد للاعتقال بمعزل عن العالم الخارجي وضمان مثول جميع المعتقلين أمام قاضٍ دون إبطاء؛ •
وفقاً للمعاهدات الدولية التي صادقت عليها الحكومة السودانية، يجب السماح لجميع الموقوفين أو المعتقلين بمقابلة أفراد العائلة والمحامين دون إبطاء؛ •
يجب أن يحصل المعتقلون على الرعاية الطبية إذا كانوا بحاجة إليها؛ ويجب السماح لأطباء مستقلين أيضاً بزيارة المعتقلين؛ •
من أجل ضمان عدم تعرضن المعتقلين للتعذيب أو سوء المعاملة، ينبغي السماح لأعضاء النيابة والقضاة ولهيئة تفتيش مستقلة بزيارة جميع مراكز الاعتقال، بما فيها تلك الخاضعة للأمن العسكري؛ •
يجب على الحكومة أن تصدر بياناً علنياً تقول فيه إن التعذيب أو أي ضرب آخر من سوء المعاملة ممنوع في أي مركز اعتقال وأن ممارسيه سيُلاحقون قضائياً؛ •
يجب رفع الحصانة من المقاضاة عن الأمن القومي والواردة في المادة 33 من قانون الأمن القومي؛ •
يجب إجراء تحقيق فوري في أية شكوى حول إساءة المعاملة تُقدَّم ضد أي عضو في قوات الأمن. وفي حال توافر أدلة كافية، فإن كل من يتبين أنه استخدم التعذيب أو أمر باستخدامه يجب أن يُقدَّم إلى العدالة وفق المعايير الدولية للعدالة ومن دون اللجوء إلى عقوبة الإعدام؛ •
يجب أن تقدم السلطات المختصة تعويضاً لضحايا التعذيب فضلاً عن العلاج الطبي وإعادة التأهيل؛ •
ينبغي أن تضمن السلطات المختصة مراعاة القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء ومجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن. •
ينبغي أن تصادق الحكومة السودانية على اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة من دون أية تحفظات. التوصيات المتعلقة بدارفور •
يجب على الحكومة أن تحمي جميع سكان دارفور من الهجمات؛ ويجب تقديم المتهمين بمهاجمة الآخرين إلى المحاكمة في محاكمات عادلة من دون تطبيق عقوبة الإعدام؛ •
يجب أن تحاول الحكومة تسوية النـزاع عن طريق إجراء مباحثات مع زعماء مختلف الجماعات العرقية والمجتمع المدني في دارفور والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في المنطقة؛ ويجب أن يرتكز حل النـزاع على احترام حقوق الإنسان والمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان. •
يجب أن تسمح الحكومة بتشكيل لجنة تحقيق دولية تضم أشخاصاً مشهوداً لهم بالاستقامة والاستقلالية تنظر في العوامل الكامنة وراء تدهور الوضع في دارفور، وتحقق في التعذيب ، وتقترح الآليات اللازمة لتقديم المتهمين بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان إلى العدالة. •
يجب أن تسمح الحكومة بنشر مراقبين لحقوق الإنسان في جميع المناطق التي تشهد قتالاً في دارفور وأن تمنحهم حق الدخول إليها بدون عراقيل. ويجب إجراء تحقيق كامل ومستقل في أي انتهاك لحقوق الإنسان يرد أن القوات الحكومية أو الجيش الشعبي لتحرير السودان قد ارتكبه ضد المدنيين. وينبغي تقديم المتهمين بارتكاب هذه الانتهاكات إلى العدالة، وفقاً للمعايير الدولية للمحاكمات العادلة ومن دون اللجوء إلى عقوبة الإعدام. •
يجب على السلطات المختصة أن تقدم تدريباً في مجال حقوق الإنسان إلى الموظفين المكلفين بنفاذ القانون وأفراد القوات المسلحة.
هنادي فضل يوسف / محامية24/3/2006
ورقة مقدمة لمؤتمر القاهرة/ مركز النديم

Friday, March 31, 2006

Violations of African Union troops in Darfur

http://www.thepetitionsite.com/takeaction/253272944?ltl=1143819150

Friday, March 24, 2006

اضبط ...حقائق واسرار مخطط الجبهة الاسلامية لاغتيال الرئيس المصري مبارك


انطلق التخطيط الاولي لهذه العملية من اجتماع سري عقد في قرية " فيرتي فولير " الصغيرة الواقعة على الحدود السويسرية – الفرنسية بدعوة من ايمن الظواهري زعيم حركة " الجهاد " المصري ، بحضور ممثلين عن محمد شوقي الاسلامبولي ، وطلعت فؤاد " ابوالقاسم" حيث توافدوا الى هنالك من افغانستان وباكستان واوربا . كما حضر الاجتماع ايضا مصطفى حمزة وهو احد كبار مسؤولي " طلائع الفتح " في السودان وقد وصل الى جنيف بجواز سفر سوداني قادما من الخرطوم . وهو الذي وضع خطة الاغتيال ، بعد ان تلقى تعليمات بذلك من ايمن الظواهري الزعيم السياسي للتنظيم ، الذي كان قد التقى بالترابي في الاسبوع الاخير من شهر مايو 95 حيث قام الاخير بزيارة سرية الى سويسرا عبر فرنسا تحت ستار العلاج . وانفض الاجتماع الحدودي ليعود مصطفى حمزة وثلاثة من الافغان الى الخرطوم ليبدأ التحضير والاعداد للعملية . وقد تكشف من خلال المعلومات الامنية ان هذه الاستعدادات قد تمت في معسكر " قوات القدس " وهي الكتيبة الاممية الاسلامية التي يشرف عليها ضباط من الحرس الثوري الايراني وتضم ارهابيين متطرفين من جنسيات مختلفة . ويقع هذا المعسكر على بعد 35 كيلو مترا شمالي الخرطوم .وفيما كانت التدريبات مستمرة ، توجه الى اثيوبيا فريق من عشرة اشخاص لرصد المكان ومواقع التمركز واعداد خرائط مفصلة لاوضاع المجموعات الثلاث التي انيط بها مهمة تنفيذ العملية ، مع وضع الترتيبات ايضا لتوفير اماكن بديلة لايوائهم عقب مرحلة التنفيذ وتهريبهم سرا الى الخرطوم . وتذهب المعلومات التي توفرت حتى الان الى ان الدور الذي لعبته الجبهة الاسلامية في الخرطوم يتجاوز حدود توفير مقر التدريب وتهريب الاسلحة الى اثيوبيا ، الى تزويد الاهابيين بمعلومات تفصيلية عن سير موكب الرئيس مبارك ، فضلا عن استئجار " الشقة " بأسماء واوراق سودانية ، واستخراج جوازات سفر سودانية بأسماء مزورة للمشاركين في التنفيذ . اكثر من ذلك فقد ثبت للسلطات الاثيوبية ان مدافع " الا بي جي " التي عثر عليها في مسرح العملية قد تسلمتها المجموعة من شخص سوداني يحمل اسما حركيا " دريش " على علاقة بمصطفى حمزة ، وهو يعمل تاجرا متجولا بين الخرطوم واديس ابابا
مصدر الخبر مجلة الوطن العربي العدد 957بتاريخ 7/7 1995
.

Sunday, March 19, 2006

العين الثالثة: الترابي ومحاولة اغتيال مبارك


اسم البرنامج: العين الثالثة
مقدم البرنامج: أحمد عبد الله
تاريخ الحلقة: الجمعة 17/3/2006
ضيف الحلقة: د. حسن الترابي (أمين عام حزب المؤتمر الشعبي)
أحمد عبد الله: مشاهدينا الكرام أهلاً بكم في حلقة جديدة من العين الثالثة، اعتُقل وسُجن مرات عديدة، واتهم بكثرة التحالفات وتغيير مواقفه لتحقيق مآرب شخصية، واتُهم أيضاً بأنه العقل المدبر لكثير من الأحداث التي أدت إلى عزلة السودان عن المجتمع الدولي خاصة أميركا. اتهامات ينفيها بشدة هو الدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي الذي تحدث إلينا عن تفاصيل بعض الأحداث الهامة لأول مرة تعالوا نتابع معاً.حسن الترابي: أنظر إلى العساكر في تاريخ الإسلام وفي تاريخ العالم ماذا فعل العسكري ستالين بالمفكرين في روسيا؟ ماذا فعل عساكر العرب بالمفكرين البعثيين والإسلاميين؟ أنا شخصاً لم أتعرض للتعذيب لكن أسمع حولي التعذيب وأرى آثار التعذيب على المسجونين معي أراه بعيني.د. قطبي المهدي (مستشار سابق للرئيس السوداني): لا أذكر أن الترابي قدم دليلاً أكثر من الاتهامات التي سمعناها من قبل، وهو كان حقيقة هو القابض على مقاليد السلطة في ذلك الوقت، وكان متهماً هو على وجه الخصوص بكل هذه الأشياء.حسن ساتي (محلل سياسي): الدكتور ترابي أنا أسميه مكيافيلي الشرق، يعني هو رجل نفسه كان خلف كل الانتهاكات السابقة، وحاول أن ينتقل بالنظام إلى مرحلة وأفق جديد وبمرجعيات جديدة.ضياء الدين بلال (محلل سياسي): يبدو إنه كان فيه توهم كبير لإمكانيات الدكتور حسن عبد الله الترابي فيما يتعلق بتحريك الشارع السوداني ضد الحكومة، ويبدو إنه الوهم دا كان منتج في دوائر القرار الحكومية.حسن الترابي: يا أخي محللونك هؤلاء لا يحللون هم ينظرون إلى الظاهر، هم أهل الظواهر، يا أخي بلادنا أولاً السودان إعلامه في الخارج ضئيل وحتى حضور الإعلام لاسيما العربي فضلاً عن الإسلامي في السودان لا يكاد يُذكر، لا نُذكر نحن إلا من الضوء الذي ينعكس عنا من الغرب.غازي صلاح الدين (مستشار رئيس الجمهورية): بعض الناس طبعاً كان يقول إنه متورط في أحداث العنف في درافور هذه تهمة لا أستطيع أن أنفيها أو أثبتها.حسن الترابي: هذا كله أباطيل إعلامية فأحدثك الحق أنا أصلاً منذ سنين طويلة أطوف السودان كله.الشيخ الترابي..؟
من هو الدكتور حسن الترابي؟
أحمد عبد الله: أكثر من 40 عاماً في العمل السياسي لرجل أثار ويثير جدلاً كبيراً على الساحتين المحلية والدولية، 74 عاماً من العمر شهد خلالها الدكتور الترابي أحداثاً كثيرة وشارك في حكم دولة لا تزال تعاني من عزلة دولية، والسبب كما يقول البعض تبنيه المنهج إسلامي المتشدد وجعل الشريعة الإسلامية منهجاً للحياة في بلد مزقته الحروب والانقسامات لنحو ربع قرن، درس القانون في السودان ثم أكمل دراساته العليا في لندن، وحصل على الدكتوراه في القانون الدستوري من جامعة السوربون الفرنسية عام 63 ليعود إلى السودان ويلفت أنظار العالم، حسبه البعض على المتشددين الإسلاميين والبعض الآخر اتهمه بكثرة المراوغة والمناورات السياسية، بل ذهب المنتقدون إلى أن له علاقة بأجهزة أمن خارجية اتهامات ينفيها هو.حسن الترابي: رأيت الاستخبارات الأميركية قليلاً بعد أن خرجت أيام مايو من السجن يعني، وأنا أعلم هذا من المخابرات طبعاً هذا الذي يتحدث إلي، ولكنه أُعجب بي، هو ترك المخابرات ولكنه أُعجب بحسن الترابي وبعد ذلك أسس مؤسسة وجاء يفاوضني هل يمكن التفاوض مع إسرائيل حتى تُصلح لكم العلاقات مع أميركا وبالتالي مع بعض البلاد العربية.أحمد عبد الله: هذا رجل أميركي هذا من المخابرات الأميركية؟حسن الترابي: نعم سابقاً، ولكنه يريد أن.. هم كلهم يؤسسون معاهد وهكذا، قلت لا تتحدث إلى المسلم هكذا كن ذكياً، تحدث معه.. قل لي: هل تتحدث مع يهودي؟ أقول لك نعم، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحاور اليهود معه في أرضه، وهم كانوا في بلاده، واليهودي إسرائيل بالنسبة له عزيزة وأنا بالنسبة لي الحكم عزيز لأنه جزء من الدين، ستبلغ ما تريد من لهذا لكن.. اجعل مدخلك التفاوض بين مسلم وبين يهودي وبين نصراني..أحمد عبد الله: ما الذي كان يحاول أن يقنعك به؟حسن الترابي: أن يحاوروا بني إسرائيل..أحمد عبد الله: أن تحاور أنت شخصياً إسرائيل؟حسن الترابي: فإذا حاورته.. وكان يظن أن الحكومة كلها ليست إلا ورائي يعني فإذا حاورتم إسرائيل وطيبتم علاقاتكم ستطيبون العلاقات تلقاءً مع أميركا، فإذا طابت العلاقات مع أميركا ستطيب علاقاتكم ببعض البلاد العربية التي تتوتر العلاقات بينكم وبينها.أحمد عبد الله: لما حدث الانقلاب في يونيو عام 1989 أنت والرئيس البشير، البعض يقول إنه يعني كانت هناك نوع من الخدعة إن صح التعبير لأنه كان فيه طبعاً الاستخبارات الأميركية والمصرية..حسن الترابي: صحيح.. هكذا كانت كل هؤلاء الذين ذكرتهم لم يعلموا لأني ذهبت إلى السجن مع عامة القادة السياسيين، ولم تُعلن ديناً ولا شريعة أصلاً بعد سنة ونصف حتى بدأت تتحدث..أحمد عبد الله: أنت جلست مع الرئيس البشير واتفقتما على..حسن الترابي: أنا لم أجلس معه جيء به، قلت لك التعبير كله والتخطيط كله من قبل أن يكون فيه.. في الخرطوم حتى.أحمد عبد الله: أنت خططت لهذا أخبرته به؟حسن الترابي: لا لا تنسبها إلى فرد يعني، العالم يظن أن الفرد دائماً صواب لكن الجماعة الحركة التي كنت فيها..أحمد عبد الله: زعامتك..حسن الترابي: الحركة التي كنت فيها هي التي خططت لذلك.أحمد عبد الله: أنت اتفقت مع الرئيس البشير آنذاك يعني إنه هو سيكون الرئيس المقبل.حسن الترابي: تلقاءً لأنه رأس الضباط يعني طبعاً ورتبة..أحمد عبد الله: ولماذا لم تفكر أنت أن تكون يعني رئيساً للدولة؟حسن الترابي: لأن هذا يكشف من أي يوم طبعاً هوية هذا المشروع، وطبعاً القوات المسلحة ما إن انتصب الواحد منهم في سلطان من العسير أن تأخذه إلا بالقوة لاسيما إذا كان هو الأعلى..أحمد عبد الله: يعني أنت تصوره دكتور حسن على أنه هناك يعني الرئيس البشير يبدو كما لو أنه ديكتاتور يريد كل شيء لصالحه، وأنت النموذج الإسلامي الذي تقدمه هو نموذج ديمقراطي؟حسن الترابي: بالطبع أستاذ قانون يا أخي أولاً يعني حتى لو لم تنسب لنيتي أي نية، وهو عسكري يا أخي أنظر إلى العساكر في تاريخ الإسلام وفي تاريخ العالم ماذا فعل العسكري ستالين بالمفكرين في روسيا؟ ماذا فعل عساكر العرب بالمفكرين البعثيين والإسلاميين دون أن نذكر أسماء أنت تعلم.أحمد عبد الله: البعض ذكر لي الدكتور حسن الترابي مثل الزئبق لا تعرف أين..حسن الترابي: لا الناظر إلي هو الذي مثل الزئبق.ضياء الدين بلال (محلل سياسي): الاتهام الأوضح إنه الدكتور الترابي متهم من قبل خصومه بأنه ينتهز انتقاء بعض النصوص القرآنية لمسايرة الواقع السياسي بما تخدم الواقع السياسي، البعض يعتقد أن الدكتور الترابي براغماتي إلى حد كبير يحاول إخضاع هذه النصوص وتكيفها مع مستجدات الواقع السوداني بما يحقق مكاسب سياسية مباشرة.غازي صلاح الدين (مستشار رئيس الجمهورية): يعني إذا كانت البراغماتية هي تكييف النص على الواقع كما هو في الفقه، يعني أن وقائع الزمان والمكان تفرض حكماً فقهياً معيناً مقابل النص، هذا شيء موجود في الدين لا عيب فيه، لكن إذا كانت البراغماتية تعني أن الإنسان مستعد دائماً للتخلي عن مبادئه وعن ثوابته من أجل الغايات، وأن الغايات تبر وهذا طبعاً شيء مرفوض.د. قطبي المهدي (مستشار سابق للرئيس السوداني): بقي فترة طويلة جداً في قيادة الحركة، والأجيال التي يعني وجيله هو شخصياً أصبح جيل محدود جداً محدود العدد يعني، فهذا بشكل تلقائي غرس في نفسه الإحساس بأنه هو يعني أن المشروع كله أصبح مشروع شخصي بالنسبة له وهو مشروعه هو، وهذا أبعده كثيراً جداً من مواقفه السابقة في تقديري، لذلك حتى الصراع اللي كان موجود الآن هو وحزب المؤتمر الشعبي يفسرون هذا الصراع باعتبار أنه كان يريد أن يقود السودان في اتجاه ديمقراطي ولذلك انفجر هذا الصراع.حسن ساتي (محلل سياسي): ليست هناك شخصية واحدة للترابي، أنا إذا أخذت ترابي المفكر هذا الرجل له إسهامات عميقة جداً في مسألة تجديد الفكر الإسلامي، وله إسهامات في رؤيته لما يجب أن يكون عليه الإسلام السياسي في هذه الألفية الجديدة، لكن هناك الترابي آخر، الترابي الذي يريد أن يرى نفسه وهو الذي قاد هذه المسيرة طوال هذه العقود أن يرى ثمرة في شكل مكافئة يكون فيها هو على السلطة.ضياء الدين بلال (محلل سياسي): الترابي انتهج خاصة في بداية الإنقاذ انتهج أسلوب المواجهة مع المجتمع الدولي مع الولايات المتحدة الأميركية وأقام المؤتمر العربي الإسلامي في الخرطوم، وكان يجمع كل الرموز الإسلامية المعارضة لحكوماتها وكان ينتهج خطاب مباشر عدائي تجاه الولايات المتحدة وتجاه الغرب عموماً، لذلك وهو في الفترة الأخيرة أحدث تغييرات على خطابه بحيث إنه يجعل التصالح مع هذه القوى، ولكن يبدو أن الإرث السابق لا يزال يحول بينه وبين الوصول إلى مستوى من العلاقة الجيدة مع الأطراف الدولية.[فاصل إعلاني]
الترابي: أسامة بن لادن دخل السودان مستثمراً وبانياً
أحمد عبد الله: اتهمته أميركا بدعم الجماعات الإسلامية المتطرفة، واتُهم أيضاً بأنه كان على علم بمحاولة اغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 95، بل اتهمته واشنطن بشكل مباشر بدعمه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وبأنه هو الذي دعاه للإقامة في السودان عام 91 ومساعدته في تأسيس معسكرات تدريب للمجاهدين العرب.حسن الترابي: لا لا لم أدعه إلى الخرطوم، دخل السودان أصلاً لا مقاتلاً ولا سياسياً ولا مخارجاً، دخل مستثمراً، جاء هنا بانياً..أحمد عبد الله: معقولة لم تلتقي أسامة بن لادن؟ التقيته في الخرطوم..حسن الترابي: أنا ما ذكرت بعد.. لأنه يسكن قريباً زارني لأنه أنا اسمي مشهور يعني كل من همّ بالإسلام، وأفغانستان صلتي بها وثيقة كل حركات الجهاد الأفغانية من قبل ومن بعد، وأثناء وقبل أن تسقط كابول وبعد أن سقطت دخلتها فزارني، وبعد ذلك رددت له الزيارة، وزارني مرة أخرى هذا كل اللقاء، كل اللقاء بيني وبينه، وهو لم يتحدث إلى الصحف ولا إلى المساجد ولا إلى الجيران ولم ينشر ورقة.أحمد عبد الله: التقيته ثلاث مرات في 4 سنوات، طيب وماذا دار بينكما؟ حسن الترابي: جرى حوار عن الإسلام وعن أفغانستان وعن هكذا.. كان حواراً عاماً..أحمد عبد الله: لم يذكر لك عن نيته مثلاً تأسيس تنظيم القاعدة؟حسن الترابي: أبداً، الأمن بعد ذلك.. علمت من الأمن بعد ذلك بكثير أن بعض اجتماعاتهم كانت كأنها معسكرات لم تكن معسكرات منظمة، لأنه هذه تُكشف في السودان، السودان بلد يتعارف أهله كلهم.أحمد عبد الله: خليني أتحدث معك في هذا الموضوع، صور الأقمار الصناعية في معسكرات يقال إنها كانت معسكر تدريب الإرهابيين في السودان..حسن الترابي: هذه كانت من أغبى المعلومات التي نشرها الأميركان، كله كان هراء هذا الحديث عن المعسكرات، بعد ذلك كأنه حق إنه في بعض المعسكرات لم يصلها أحد، لكن لم تكن معسكرات منظمة ومرتبة كما تُرتب في أفغانستان، كان بعض الذين جاءوا من أفغانستان بلادهم كلها كانت ترتاب بهم المجاهدين، ولذلك سمعوا بأنه السودان بلد إسلامي فاتح، ظنوا أنه ملجأ للمسلمين فجاءوا هناك ليعملوا تجارة، ليعملوا هندسة، ليبنوا طريق، بن لادن جاء يبني طريقاً في الخرطوم..أحمد عبد الله: لم تسمع من أسامة بن لادن عن فكر التنظيم..حسن الترابي: ولا أنه سيُنظم تنظيماً عالمياً أصلاً..أحمد عبد الله: لم تسمع هذا الكلام..حسن الترابي: ما أظن أنه كانت تخطر له هنا، هو كان حواراً تديره الحكومة بينه وبين المملكة العربية السعودية حتى يرجع إلى بلاده ويدخل مستثمراً آمناً..أحمد عبد الله: طيب لماذا يعني أول حاجة كان لديه ثروة كبيرة هنا في السودان؟حسن الترابي: كلا ليس له ثروة كبيرة، ثروته غالبها في نصيبه هناك في أسرته، يأتي فيها هنا.أحمد عبد الله: يترك أموالاً؟حسن الترابي: ترك بعض أموال بقدر ما يستثمر وترك أبنية..أحمد عبد الله: من الذي حصل على هذه الأموال والأبنية؟حسن الترابي: طبعاً الدولة، خير ما يفعل مثل هذا المسكين الذي غُرر به وألقى في الجبال أن تتولى عليها الدولة.
محاولة اغتيال بن لادن في السودان
أحمد عبد الله: فيه محاولة اغتيال تعرض فيها أسامة بن لادن في الخرطوم.حسن الترابي: نعم، سمعت بها لأني كنت في القائمة، لأنهم هم أصلاً ما كانوا سودانيين، ولكن جنسيتهم شمال أفريقيا، جاءت من شمال أفريقيا وجدنا بعض من ينتسب للسودان لكنه من غرب أفريقيا من بدل مجاور لنا، وبدؤوا ضربتهم الأولى على مسجد لمن؟ للسلفيين، لأنه طبعاً هو متطرف من السلفيين خرج طرفاً، ويرى السلفيين يكره السلفيين أكثر ما يكره الآخرين..أحمد عبد الله: من هم..؟حسن الترابي: هذه المجموعة، وضربوا المسجد وقتلوا فيه من قتلوا، ونقطة شرطة صغيرة يعني مركز شرطة في.. وجاؤوا هنا إلى أسامة..أحمد عبد الله: في عام 94..حسن الترابي: نعم حاولوا أن يضربوا على البيت ويدخلوا عليه، لكن كان بعض رجال الأمن يسكنون في عمارة غربهم فخرجوا عليهم وضربوهم، فعوقوهم وأُخذ بعد ذلك وحكم عليه طبعاً ما حكم عليه ومضت روحه إلى الله وكنت في القائمة من بعده..أحمد عبد الله: لم يكن جهاز استخبارات من حاولوا اغتيال..حسن الترابي: لا لا دولي!! من دولة كلا..أحمد عبد الله: أنت متأكد؟حسن الترابي: أنا متأكد من ذلك وما في ذلك شك..أحمد عبد الله: كيف تأكدت؟حسن الترابي: سمعت طبعاً من رجال المخابرات في السودان ومن القضاء الذي حاكمهم..
كارلوس دخل السودان بجواز دبلوماسي عربي
أحمد عبد الله: وكان ساعتها فيه كارلوس جاكن وكان فيه أسامة بن لادن..حسن الترابي: اترك كارلوس جانباً..أحمد عبد الله: كارلوس..حسن الترابي: كارلوس دخل السودان بجواز دبلوماسي عربي، والسودان استحى من أن يقول أي دولة صرفت له لعل الجواز لم يكن صادقاً..أحمد عبد الله: أي دولة..حسن الترابي: لكنه جواز دبلوماسي عربي..أحمد عبد الله: أي دولة؟حسن الترابي: هو جاءنا من الأردن، ولعله كان يحمله الدبلوماسي من بلد أخرى ولكن طبعاً الجوازات كلها يمكن أن تُزور، ودخل يتكلم العربية لكن بعد حين حتى عامة الناس من حوله سكن هنا، سكن خارج فنادق يعني في جناح، وبدأ الناس يشعرون العُجمة يلاحظها المستمع كثيراً له، وبعد ذلك سمع عنه السودان وسمع عنه جهاز الأمن، والفرنسيون هكذا كانوا يبحثون عنه في العالم، فمن الرأي العام هنا تسربات الرأي لم يزر بعض الفنادق وبعض النوادي الأوروبية لأنه هو يريد شيئاً عالياً ومعه أخرى يدّعي أنها زوجته ما كانت زوجته بالطبع عربية.. عربية محضة، أنا لم ألقه أصلاً.أحمد عبد الله: لم تلتقي كارلوس ولا مرة واحدة..حسن الترابي: ولكن قرأت كتاباً عنه.. لم ألقه أصلاً.أحمد عبد الله: لم تلتقي كارلوس..حسن الترابي: وجهاز الأمن لم يستشرني ولم يبلغني، بعد ذلك دخل مستشفى قبضوا عليه في المستشفى في عملية كان ستُجرى عليه يعني..أحمد عبد الله: يعني الذي سلمه آنذاك وأنت كنت في السلطة يعني..حسن الترابي: أصلاً لم أحدث عنه أصلاً سُلم إلى الفرنسيين، الفرنسيون طبعاً لأنهم من الخارج يظنون أني وراء كل ما يحدث في السودان، ولما ذهبت إلى أسبانيا مررت بفرنسا فلقيني كبير إعلام فرنسي، وجاء كبير أمني سوداني كان موجوداً معه هناك ليأخذ بعض ثمن المساومة يعني لجهازه، بعض الأجهزة وسيارات وهكذا.. وجاء معه كأنه هذا الذي كان يحترمني لأنه كان أيضاً في الحركة الإسلامية يحترمني، ولكن الآخر كان يلقاني في المطار وكأني من أعظم الناس الذي أهدوا إليه، لأني فرانكوفوني هو طبعاً الذي يتحدث الفرنسية يحسبونه هو الأقرب إليهم في العالم، وأنا استحيت طبعاً أنا عابر فقط إلى فرنسا، يعني أشرح له وأقول أنا ليس لي دخل وهذا جهاز الأمن لن يصدق هذا، وسكت هكذا يعني وتحدث وتحدث وشكرني.أحمد عبد الله: معقولة هذا الكلام كلام في كلام، يعني لم تلتقي أنت كارلوس أصلاً، كنت تعلم أنه موجود؟حسن الترابي: أصلاً أنا ما التقيته هو حاول أن يلقاني..أحمد عبد الله: بس كنت تعلم أنه موجود..حسن الترابي: في آخر أيامه نعم علمت أنه موجود..أحمد عبد الله: وحاول أن يلتقيك..حسن ترابي: حاول أن يلتقيني ولكن لم يدخل إلي..[فاصل إعلاني]
محاولة اغتيال حسني مبارك في أثيوبيا وتداعياتها في السودان
أحمد عبد الله: في يونيو عام 95 تعرض الرئيس المصري محمد حسني مبارك إلى محاولة اغتيال في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وسرعان ما اتهمت مصر السودان بل وتوافقت تقارير الاستخبارات الأميركية مع المصرية في أن السودان يؤوي معسكرات تدريب لمن وصفتهم الدولتان بالإرهابيين، ولم يكن الدكتور الترابي بل نظام الحكم برمته بعيداً عن الاتهامات.حسن الترابي: أولاً إذا كنت.. إذا يوم من الأيام أُقيمت محكمة وأديت القسم على أن أقول الحق كل الحق سأضُطر أن أقوله، ولكن أحدثك: أولاً جاءت قوى عناصر أو شباب مصري في حركة ليست حركة الأخوان الحركات الأخرى تعلمها في مصر حركات جهادية دفاعية تعلمها أنت..أحمد عبد الله: الجهاد الإسلامي؟حسن الترابي: امتازت عن حركة الأخوان، وجاءوا هنا ليلاحقوا رئيسهم لأنهم ظنوا أنه أهون عليهم أن يجدوه في أثيوبيا من مصر حيث يحاط..أحمد عبد الله: التقيتهم أنت؟حسن الترابي: ما التقيتهم، التقاهم آخر في موقع قيادي بعدي تقريباً في المدنيين والتقتهم أجهزة أمنية..أحمد عبد الله: النائب الثاني للرئيس؟حسن الترابي: أنا لا أريد أن أقول إلا أمام محكمة، ولكن أحدثك وأنت بعد ذلك الأخوة في مصر يعلمون الاسم والأخوة في أثيوبيا يعلمون الاسم ويعلمون..أحمد عبد الله: النائب الثاني للرئيس؟حسن الترابي: يعلمون اسم من كان في أجهزة الأمن ومن كان في السلطة؟أحمد عبد الله: ما زال هو في السلطة صح؟ حسن الترابي: نعم ما زال هؤلاء جميعاً في السلطة، اتخذ جانباً من جهاز الأمن طُردوا أو أُبعدوا ولكنهم عادوا يتمكنوا في السلطة.أحمد عبد الله: عندما يكون هناك بعض القيادات السياسية الموجودة في نظام الحكم الحالي وراء اغتيال محاولة اغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك في أديس أبابا في يونيو عام 95، معناها أن الرئيس نفسه كان على دراية..حسن الترابي: لا كلا الرئيس نفسه عيناً لم يكن..أحمد عبد الله: أنت متأكد من أن..حسن الترابي: آه أنا متأكد..أحمد عبد الله: طيب كيف علمت أنت..؟حسن الترابي: علمت بعد ذلك بعد أن وقعت الواقعة، وأدى الأخوة المصريون واجبهم لكن القدر من الله..أحمد عبد الله: أنت لم تلتق أي حد من؟حسن الترابي: لا لا أبداً، ولا علمت عنها شيئاً، أنا حدثتك أني لا أريد أن أعين الوقائع إلا إذا اضطررت إلى ذلك.. أحمد عبد الله: في المحكمة..حسن الترابي: نعم في المحكمة، لو حُدث بي ذلك لفعلتها، ولكن أنت بعد ذلك يسُهل عليك أن تقدر يعني..أحمد عبد الله: طيب لماذا لم تلجأ إليك مثلاً الحكومة المصرية لمعرفة الجاني؟ لماذا اتُهمت أنت أيضاً بالتورط كونك وراء محاولة الاغتيال؟حسن الترابي: الأجهزة الأمنية المصرية عيناً لم تفعل ذلك، ولكن الإعلام عموماً نسبها إلى الحركة التي أنا فيها، ولذلك هي تُنسب من على رأس الحركة..أحمد عبد الله: بعض تقارير المخابرات، بعض تقارير الاستخبارات الأميركية ذهبت إلى أبعد من هذا، قالت..حسن الترابي: الأميركيون جاءوا لهذه البلد وحدثوني بالأسماء، لا السفير وحده بالأسماء هي عين الأسماء، والأثيوبيون يعلمونها لأنها تحت الضغوط طبعاً باح بعض الأخوة هنالك الذين أُلقي القبض عليهم بعين الذين قابلوهم، والذي مدوهم بالمال والسلاح والعون..أحمد عبد الله: بس بعض التقارير قالت يعني ذكرت غير ذلك دكتور حسن، بعض التقارير الأمنية الأميركية والمصرية..حسن الترابي: لا كلا أنا كنت في موقعي يا أخي، لقيت الأجهزة أميركية عالية وحدثوني عن الأسماء..أحمد عبد الله: طيب لماذا..حسن الترابي: والرئيس لم يكن منها، وبعد ذلك علمنا لأنه جاء إخوة مصريون راجعين بعد أن أخفقت المحاولة، لكن رجعوا بالخطوط الجوية الأثيوبية أسمائهم معلومة بأسمائهم، لما دخلوا هنا حدثت بعض النفوس بعض الناس أنفسهم بأن يقتلوهم حتى يطفئوا كل آثار ما فعلوا..أحمد عبد الله: تخلصوا..حسن الترابي: ولكن هذا.. عندئذ دخلنا نحن، لأنهم اضطربوا وسعوا الشورى وأدخلونا نحن، وطبعاً نحن غضبنا على ذلك وقلنا لا يمكن أن تُقتل النفس، ولو قُتلوا لظُنّ أنكم تخفونهم لأنهم جاءوا علناً..أحمد عبد الله: البعض قال أنه كان أسامة بن لادن كان موجود في الخرطوم آنذاك..حسن الترابي: لا لا لا شأن لأسامة بن لادن بهذا أصلاً..أحمد عبد الله: أسامة بن لادن هو في الواقع الذي أعطى الأوامر..حسن الترابي: لا شأن له البتةً..أحمد عبد الله: وأنت كنت على علاقة بأسامة بن لادن..حسن الترابي: هذه جهلة.. هؤلاء جهلة لا يسيئهم، لكن أتحدث موضوعياً لا علاقة له أصلاً بهذه القضية أصلاً، أسامة عندئذٍ لم يتحدث عن البلاد العربية كثيراً، كانت له بعض معاتبات ومغاضبات مع الدولة التي ينتمي إليها، لأنه جاء هنا.. الحوار قادته الحكومة لم أقده أنا..أحمد عبد الله: بس كانت يعني..حسن الترابي: وثانياً أحدثك الحقيقة، الحقيقة الجديدة التي أقولها لك، جاءني أخوة من بلد آخر.. بلد عربي آخر من حركة إسلامية جاؤوا هم يقولوا نريد أن نلاحق رأس الدولة هناك في هذه..أحمد عبد الله: مصري برضه..حسن الترابي: من بلد آخر نلاحقه هنالك، فقلت لهم: ماذا يحدث لو أصبتموه؟ ماذا يحدث في بلادكم؟ سيحكمها واحدة غاضب عليكم، ودم هذا الرئيس سيحمل دمه ليقتل منكم عدداً، ويسجن منكم عدداً، وليطفئ أي مظاهر من التدين حتى يوزن بها الآن..أحمد عبد الله: يعني أولاً إذا كان هذه الحركة..حسن الترابي: صدقني هؤلاء اقتنعوا..أحمد عبد الله: يأتون إليك للنصيحة والمشورة صح؟حسن الترابي: لكن هذه الحركة بالذات آثرت أن تذهب هناك، لأن أنا علاقتي في مصر يمكن مع الإخوان أنا لا أريد أن أسميها، لكن هي ليست بعيدة من مصر وأكتفي بذلك.أحمد عبد الله: لماذا إذاً أنت علاقتك بمصر علاقة سيئة؟حسن الترابي: لا علاقتي فقط الحركة الإسلامية، الحركة الإسلامية ليست سودانية، والسودان لم يبعث شيئاً إلى مصر، لكن يقع هنالك في مصر إلى الآن طبعاً توتر بين الحركة الإسلامية وبين مصر وبين السلطة وأنا منسوب..أحمد عبد الله: ما هي مناصبهم في الحكومة السودانية؟حسن الترابي: أنت طبعاً إذا قلت المنصب فتقع على عين الشخص..أحمد عبد الله: طيب أنا سأذكر المنصب وأنت تقول أيوا ولأ..حسن الترابي: لا طبعاً لا..أحمد عبد الله: النائب الثاني لرئيس الدولة؟حسن الترابي: أنا أسف من الخير لي أن أسكت..أحمد عبد الله: مهو النائب الثاني برضه البعض يعني ذكر إنه كان وراء حتى خلافك.. كان وراء إخراجك أنت من المعادلة السياسية..حسن الترابي: كلا هذه أنفيها عنه، الأولى أسكت عنها.أحمد عبد الله: إذاً فالأولى هي صحيحة..حسن الترابي: ما قلتها..أحمد عبد الله: يعني لو قلنا أنه فيه بعض القيادات السياسية موجودة في نظام الحكم السوداني كانت وراء محاولة اغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك هل هناك دليل؟حسن الترابي: يذهب إلى أثيوبيا أو إلى مصر ليُخرج لك أوراق البينات، لن تجد اسمي فيها..أحمد عبد الله: طيب إذاً أنت على علم بمن فعلها؟حسن الترابي: بالطبع..أحمد عبد الله: وأنت ليس وراء هذا.. ولا أسامة بن لادن ولا تنظيم القاعدة..حسن الترابي: كلا.. أحدثك شيئاً آخر، في السودان كذلك لا أستطيع أن أقيم عليه بينة، الكثير من الذين أعانوا من بعيد لم يكونوا هم الأشخاص الذين صوبوا الضربة على سيارة الرئيس المصري في الشارع من المطار، لكن الذين أعانوهم من بعيد كثير منهم قتلوا في السودان ماتوا..أحمد عبد الله: كثير ممن فعلوا؟حسن الترابي: ممن كانوا في تخطيط العون الدعم الخارجي..
أجهزة الأمن السودانية شاركوا في محاولة اغتيال الرئيس مبارك
أحمد عبد الله: الدعم الخارجي هم كانوا في السودان؟حسن الترابي: طبعاً كانوا من السودانيين، كانوا من أجهزة الأمن السودانية..أحمد عبد الله: أجهزة الأمن السودانية شاركوا في محاولة اغتيال الرئيس؟حسن الترابي: بالطبع رأس الأمن كله ثلاثة من رؤساء الأمن أُبعدوا بعد ذلك، لأن أثيوبيا جاءت بالأسماء واضُطر رئيس الجمهورية أن يبعدهم بالطبع، أعادهم مرة أخرى إلى مواقع الآن هم في مواقع عالية في السلطة الآن، لكن آخرون ممن شهدوا طبعاً حتى تطفئ.. دائماً المجرمون يحاولون أن يطفئوا كل آثار الجريمة، بعضهم العامة التي يقولها الناس أنهم قتلوا، ولم يقع تحقيق بيّن لنقول إنهم لم يقتلوا وإنما ماتوا في حوادث فقط..أحمد عبد الله: طيب كيف عرفت أنت دكتور حسن..حسن الترابي: قتلوا فلان وفلان أبيدوا..أحمد عبد الله: وكيف علمت أن هؤلاء القادة السياسيين في الحكومة السودانية..حسن الترابي: لا طبعاً بعد ذلك حدثونا..أحمد عبد الله: حدثوك بشكل مباشر..حسن الترابي: لا بعد ذلك اجتمع باجتماعات طبعاً بعد أن وقعت المصيبة، وقعت عليهم الواقعة..أحمد عبد الله: أنت سمعت شخصياً منهم؟حسن الترابي: لا لا بالطبع، بعد ذلك انعقد الاجتماع ماذا نفعل بهؤلاء الذين عادوا من أثيوبيا؟ لأننا فعلنا كذا وكذا..أحمد عبد الله: في غياب الرئيس..حسن الترابي: لا الرئيس كان حاضراً..أحمد عبد الله: يعني كنتم حاضرين كلكم؟حسن الترابي: نعم..أحمد عبد الله: وعرفت ساعتها إنه فعلاً..حسن الترابي: نعم وهُولت من السودان وصُلحت من السودان..أحمد عبد الله: كيف ردّ فعل الرئيس البشير إن لم يكن يعلم بتخطيط محاولة الاغتيال؟ ألم يكن مندهشاً؟حسن الترابي: لم يكن مندهشاً ربما يعني هُيئ لهذا الاجتماع قبل أن يحضره، لكن في الاجتماع لم يكن مندهشاً لكن أقف عند ذلك، وأترك بقية المشاركة في ذلك الاجتماع، وكان ماذا نفعل بالذين عادوا؟ هذا هو الذي عرضها الاجتماع..أحمد عبد الله: وأنت كنت في الاجتماع..حسن الترابي: وطبعاً عندما ورطوا في هذه الأزمة وأخفقت، وأصبحت بعض البينات قد تخرج اضطر كل الناس لأن يحدثوا من حولهم في جلسات الجهات القيادية الشورية، واقُترح حتى لا أنسب الاقتراح لمن.. أن يُقضى عليهم، أعوذ بالله..أحمد عبد الله: علشان كدا أنت متأكد..حسن الترابي: طبعاً هذا ما شهدته وسمعته، لكن أنا قلت لهم اتقوا الله.. يقتل مؤمناً متعمداً فجزائه جهنم خالداً فيها، وكيف تجعلون شيئاً فتقلون الذي يعني الذي أقدم عليه والعالم كله سيلقي عليكم التهمة بالطبع..أحمد عبد الله: هذا ما قلته أنت في الاجتماع؟حسن الترابي: طبعاً، ستلقى عليكم التهمة مهما دفنتم وأنكم تخفونه، أخرجوه اتركوه يخرج إلى الأرض، وخرجوا إلى باكستان المصريون خرجوا هنالك، أما السودانيين الذين كانوا يعلمون لأنهم كانوا في الدائرة بعضهم توفي مقتولاً في السودان..أحمد عبد الله: توفي مقتولاً..حسن الترابي: وبعضهم الذي قتل أعدم، فبعضهم..أحمد عبد الله: لماذا صمّت أنت.. كان هناك صمت لماذا لم تتحدث علناً؟حسن الترابي: يعني والله يعني الحقيقة هكذا الإنسان يظن أنه يعني إذا وقع لا قدر الله خصومة بين زوجين مهما اشتد العسر فيها قد تُحصى حصراً في الدخل وتستثار، قد تقع فاحشة مثلاً ولكن لأنها لم تُشهر يُسكت عنها وتُستر، وتترتب عنها بعد ذلك أشياء كثيرة في الظاهر ولكن قد تُستر هي يعني، هكذا الدنيا لكن طبعاً إذا أُتي بي أُحضرت إلى محكمة..أحمد عبد الله: لو فعلاً فيه محكمة ستذكر الأسماء..حسن الترابي: وأقسمت أن أقول الحق سأقول كل الحق ولن أقول غير الحق، حتى ولو كان أكون قواماً بالقسط ولو على نفسي أو الوالدين والأقربين الله يأمرنا بذلك، أن تشهد ولو على نفسك أو والديك أو الأقرب إليك..غازي صلاح الدين (مستشار رئيس الجمهورية): هذا كان شيئاً مؤسفاً جداً يعني حقيقة، هذا لا أستطيع أن أبرره مطلقاً، أعتقد أن يعني كنت دائماً أقول يعني حتى الأشرار عندما يجتمعون على.. في جرمهم يعني هنالك حد أدنى من الأخلاق فيما بينهم، أنهم لا يشون ببعضهم مثلاً، فإطلاق هذه الاتهامات أنظر إليه في سياق الخصومة السياسية، ولكنني ما كنت أود أن أسمع مثل تلك الاتهامات لأنها كما ذكرت تماماً يعني لا تعدو أن تكون تصرفاً يعني صغيراً الحقيقة من أجل تسويق خصومة سياسية.د. قطبي المهدي (مستشار سابق للرئيس السوداني): لا أذكر أن الترابي قدم دليلاً أكثر من الاتهامات التي سمعناها من قبل، وهو كان حقيقة هو القابض على مقاليد السلطة في ذلك الوقت، وكان متهماً هو على وجه خصوصه بكل هذه الأشياء، فأعتقد جاء هذا الحديث في إطار المكايدات السياسية بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني، ولذلك يجب أن يُقرأ في هذا الإطار.ضياء الدين بلال (محلل سياسي): الحركة الإسلامية السودانية بقيادة حسن عبد الله الترابي ظلت متهمة من قبل النظام المصري بأنها تسعى لدعم المجموعات الإسلامية المناهضة للحكومة القادمة في مصر، دا جزء أساسي من الموقف النفسي والموقف السياسي من قبل الحكومة المصرية تجاه الترابي لأنه عادة كانت مصر تلعب دور في تأثيري على الأوضاع السودانية.أحمد عبد الله: البعض اتهمك دكتور حسن بأنك أنت في دارفور نقلت صراعك مع الرئيس البشير إلى دارفور؟حسن الترابي: هذا كله أباطيل إعلامية..أحمد عبد الله: أيوا، لكن لك نفوذ في دارفور..حسن الترابي: النفوذ للحركة التي نقودها وأنا في زعامتها يعني في رئاستها الآن أمينا عاماً فروع في كل قبائل ومواقع في دارفور وفي الجنوب وفي الشرق وفي الغرب.أحمد عبد الله: هذا النفوذ وصل لدرجة أن لديكم أنصار مسلحون يعني ممكن..حسن الترابي: فيه أنصار تركوا حزبنا الذي يعمل دعوة وحركة سياسية ضغوط سياسية أقصى ما يبلغ، وانضموا إلى الحركات المسلحة هذه وتلك، السودان الآن فيه أكبر عدد من الجيوش من أي دولة من العالم، السودان لا يحكمه جيشه جيوش أفريقية وجيوش عالمية دخلت في قضية الجنوب، وجيوش عالمية ستأتينا لغير دارفور، والمليشيات عشرات الميلشيات المستقلة عن الجيش السوداني هذا خطر.أحمد عبد الله: ليس لديك أي ميليشيا مسلحة تابعة لحزبكم؟حسن الترابي: طبعاً كلا، أنا تبنا حتى والله لو جاءني جيش بقضه وقضيضه يقال لنا نحدث لك انقلاباً على النظام لن أرض أصلاً، لأنه الذي يقبل السلطة هو سيبدأ بنا نحن، لأنه في كل الدول الإسلامية وغير الإسلامية الجيش الذي تحمله أنت إلى السلطة ينقلب عليك، أنا والله أخشى من الثورات، وأخشى من دافع الغضب الاغتيالات والتفجيرات، والتي تجري بعشواء وتصب بريئاً طفلاً مدنياً مسكيناً مواطناً لم يكن هو أصلاً وليس بعادة الخصومة أصلاً، حتى لا تحدث هذه والعالم كله ينظر إلينا الآن هكذا، لو رضينا ولم نرض نحن نمثل العروبة ونمثل الإسلام فلا، أرجو أن لا يكون هذا هو منظرنا..أحمد عبد الله: ويمكنكم مشاهدينا الكرام متابعة مقابلة الدكتور الترابي كاملة على موقعنا الإلكتروني: http://www.alarabiya.net/ شكراً لمتابعتكم وإلى اللقاء في حلقة جديدة من العين الثالثة.

Friday, March 17, 2006

فرانسيس دينق يقول: الانـفـصال سيحدث وما عاد نظرية محل جدل..وهكذا نتفاداه, ..


البروفيسور فرانسيس دينق ل " السوداني"
الانـفـصال سيحدث وما عاد نظرية محل جدل..وهكذا نتفاداه
النميري قال لي إنه سيتحرر من الهيمنة العربية بعد إنتاجنا للبترول
لو كنت مسلما ً لهيأت المناخ وقدمــت نموذجا ً لابراز صفات الاسلام الجــــميلة
بســــبب إستخدامها للسيطرةالسياسية, الثقافة العــــربية أصبحت عقدة للجنوبيين
لولا الانجليز لأضاف الجنوبيون الكثير للغة العربية.. وإستفادوا بها!
العرب والمسلمون غمطوا حق الجنوب..ولم يتدخلوا ليعدلوا بين الطرفين..
واشنطن: صلاح شعيب

فرانسيس دينق أسم كبير في عوالم كثيرة, تبدأ من الدبلوماسية والادب مرورا ً بالاكاديميا والسياسة والمنظمات الدولية وإنتهاء ً بالفكر المتعلق بكل هذه العوالم, التميز الذي حققه في كل هذه المجالات جعلت إسمه يتردد محلياً وإقليميا ً ودولياً,وقفزا ً إلي واقع الحال اليومي, الذي يعايشه السودانيون الآن وربما في المستقبل القريب والبعيد, يمكن القول أن فرانسيس يقف وراء معطياته السارة أو إخفقاقاته الكثيرة, فالدور الذي بذله علي مستوي إتفقية السلام بين الجنوب والشمال والتي إنتهت ببرتكولات نيفاشا يعتبر رائدا ً ومؤسساً, فمن خلال وجوده في العاصمة الامريكية ــ وعبر نيابته لرئاسة معهد بروكين والذي يعتبر من أكبر المؤسسات التي تقدم أبحاثاً في المجالات الاستراتيجية في العالم ــ جاءت الاقدار ليطلب منه تقديم تصوراً لحل مشكلة الجنوب ويكون ذلك التصور المعد لمعهد السلام الامريكي, والذي هو تابع لوزارة الخارجية الامريكية, بحثاً إستراتيجيا ً يساعد الوزارة في دفع عملية السلام في السودان, وإستطاع د. فرانسيس أن يقدم ورقة " نظامين في دولة واحدة" والتي تأسيساً عليها تمت مناقشات الحذف والاضافة لتكون برنامج عمل لدول الايقاد في التعامل مع المشكلة ,خصوصاً بعد أن رمت الولايات المتحدة بثقلها السياسي المعروف وبعلاقاتها الجيوبولتيكية في المنطقة في عملية المفاوضات السياسية بين الحركة الشعبية وحكومة السودان وعليه إمكن التوصل إلي سلام نيفاشا والذي ما كان ليتم لولا هذه الضغوطات التي مارستها الولايات المتحدة علي الجانبين لايقاف الحرب التي أودت بحياة مليوني شخص كما تقول تقديرات التقارير في العالم الغربي.إذن , وبصورة أو بأخري, كان لفرانسيس القدح المعلي في التأسيس لهذا السلام ضمن مجهودات أخري بذلت من قبل الاطراف المعنية لإحداث ذلك الاختراق في عملية التفاوض.علي ناحية التأليف السياسي والذي يعد من أكثر المجالات التي عرف بها د.فرانسيس دينق, بعد إنتهاء دوره كوزير دولة بالخارجية إبان عهد الرئيس جعفر النميري, وعبر هذا المجال خلق تواصلا ً ملموسا ً, ومايزال مع النخب السياسية والفكرية في الشمال والجنوب وكذلك مع النخب المهتمة بالصراع السوداني في مختلف أرجاء العالم, فمؤلفاته تراوحت حول مسائل الهوية في السودان وأفريقيا والعالم العربي وشؤون النزاعات الدولية والسياسية كما قدر له أن يكتب كذا من الروايات وترجمة بعض أشعار قبليته الدينكا, ومن ضمن هذه المؤلفات التي وجدت رواجا ً لدي القارئ السوداني نذكر طائر الشؤم والذي ترجمه للعربية البروفيسور عبدالله النعيم وحرب الرؤي وبذرة الخلاص االمترجمان بواسطة البروفيسور إسماعيل حسين ورجل يدعي دينك مجوك الذي ترجمه الاستاذ بكري جابر وأغاني الدينكا بواسطة الاستاذ شمس اليدين ضو البيت وهناك كتب أخري مثل ذكريات بابو نمر وأفريقيا من عالمين وحل مشاكل النزاعات الدولية ومشاكل الهوية في السودان وبقيت له دستة أخري من الكتب غير المترجمة من الانجليزية إلي العربية. ولعل هذه المؤلفات تجاوزت الدستين. هذا بخلاف الكتابات في المجلات الدروية المتخصصة.في هذا الحوار الذي تم بمنزله بواشنطون وبشاركة الزميلين الاستاذ طلحة جبريل مدير مكتب صحيفة الشرق الاوسط بواشنطون والاستاذ محمد علي صالح كبير مراسلي الصحيفة تحدث البروفيسور دينق عن بعض من قضايا الساحة.

د. فرانسيس دينق شكرا ً علي تفضلكم بالموافقة علي هذا الحوار ونقول بداية أنت قد تكون مختلف كثير الشئ عن بعض من الزعامات السودانية, ولدت في الشمال من أسرة جنوبية وتربيت في بيئة عرب المسيرية ودرست في الشمال ومررت بالعديد من التجارب وسط الشماليين وبلغت كرسي الوزارة ولسانك فصيح في اللغة العربية, وأسرتك تتشكل من مسلمين ومسيحيين وربما أنت إبن ذوات , حيث كان والدك ملكاً ودرست في جامعة ييل الامريكية العريقة والتي تخرج القادة من مختلف القارات ولايدرس فيها إلا أبناء الذوات الامريكان وغيرهم ثم صرت مساعدا ً للامين العام للامم المتحدة وباحثا ً مرموقاً بمعهد بروكينز بالعاصمة الامريكية..وفوقا ً عن ذلك تمارس كتابة الأدب وتزوجت من إمرأة كندية, بعد كل هذه السنين من التجارب والتناقضات والمناخات كيف تنظر لما حدث للسودان, أهي أزمة هوية أم أزمة شعب في حد ذاته أم هي أزمة ديمقراطية كانت غائبة عن تجاربه السودان السياسية وولدت مثل هذه الحروبات؟ـــــ لا اعتقد أن المسألة تتعلق فقط بغياب الديمقراطية , وأذكر إنني ألفت كتابا نشرته جامعة الخرطوم في عام 1974وشرحت فيه جذور المشكلة ورديتها إلي عدم التعامل السوداني المخلص مع مشكلة الهوية, وللاسف ان المثقفين من الشمال والجنوب معا لم يستوعبوا رسالة الكتاب.. بعض من المثقفيين الشماليين قرأوا الكتاب واختلفو معي وقالوا انه لابد من ترقية وتقوية توحدنا في اطار الثقافة العربية والاسلامية, وقال البعض الآخر منهم أن احساس هويتنا محرف عن طريق حمولات التاريخ وعليه ان واقعنا المعاش لا يعكس حقيقتنا واذا اردنا ان نصبح امة واحدة علينا ان نشرح ذلك التحريف للبحث عن ارضيات متفق حولها تضمن سلامة الحياة وإستقرار البلاد, اما الجنوبيون فقد قال بعضهم إنني اردت جر الجنوبيين ليكونوا متمثلين ضمن خطوط الثقافة العربية وكذلك قالوا انني اردت إلحاق الجنوب بالشمال وإنني من المتمثليت داخل إطار العروبة والاسلام .. هناك جنوبيون قالوا ان مسألة الهوية السودانية تتطلب ألا نكون أفارقة أو عربا ً بل سودانيين ساعيين لما يوحد هوية القطر , وفيما بعد اصدرت كتاب " افريقيا من عالمين" وبدا بعض من الشماليين يقولون إنني غيرت وجهة نظري, ولكن للاسف إنهم لم يستوعبوها في المقام الاول, ولان موضوع الهوية معقد سعيت لتبسيط الرؤية عبر كتاب "حرب الرؤي" حتي ان مدير معهد بروكين الامريكي قال لي ان المرء حين يقرأ كتابك يأخذ إنطباعا ً أن ليس هناك اسس للوحدة بين الشماليين والجنوبيين وأردف لماذا أنت تصر علي الوحدة..؟ وأجبته إنني لا أريد أن أكون مسؤولا ً عن تدمير عوامل الوحدة وتمزيق القطر الي دولتين أو أكثر, وبالتالي اكون مصنفا ً في خانة الانفصاليين واضفت ان الانفصال حرفيا ً يعني الفشل في خلق ظروف مواتية للوحدة, وليس شيئا ً مقدرا أو أنه لابد أن يحدث ـ كونه شيئا ً حتمياً, شرحت لهذا الزميل كيف أن والدي اختار البقاء في الشمال .. وسألته هل هل كان احساس والدي انه يريد أن يكون مواطنا ً من الدرجة الثانية وتحت إمرة بابو نمر شيخ العرب..؟ لقد قلت له إنما وجد والدي مصلحته في الشمال كقائد للدينكا في اقليم العرب وكانت لديه وضعية مميزة لدرجة ان زعيم العرب إختاره رئيسا رغم انه كان زعيم اقلية, كما أن الادارة البريطانية إعترفت به, فلماذا يسعي للجنوب ويقلل من وضعيته, هذا رغم أن الجنوبيون قالوا أن دينق مجوك لو جاء إلي الجنوب سنعطيه الملك.. ولكن في الواقع أن والدي رأي نفسه وهويته في الشمال ومستوعب كصاحب وضعية ضمن رصيد الثقافة العربية ..ولقد تحدث العربية ومع ذلك لم يغير هويته الدينية وبقي قائدا ً روحيا ً لجماعته, ولكنه شجع ابناءه ليكونوا مسلمين إن هم أرادوا.. هذا نموذج جيد في مسألة الوحدة طالما أنه لم ينبن عبر الجبر أو القسرية, وكان يمكننا أن نبني علي هذه الحقائق.. ولكن..ولكن د. فرانسيس دينق ألا تري أن إتفاقية أديس أبابا قد لعبت دورا كبيرا ً في تجسير العلاقة بين الشمال والجنوب وذلك في السنين الثلاثة التي أعقبت الاتفاقية حيث قامت بعض مشاريع التنمية في الجنوب ؟ــــ نعم أعتقد أن الشمال كان ساعيا لكسب " التنافس السياسي " مع الجنوب بعد الاتفاقية وكان يمكن للجنوب أن يكون مستوعباً بالتدرج وومثل بإنصاف في الثقافة السودانية عموماً.. وأذكر أن كثير من القادة الجنوبيين تزوجوا من " بنات عرب ومسلمين".. كما أن إتفاقية أبابا جعلت الشمال أكثر إهتماما ً بإحساس الآخرين بالهوية التي حاولوا ترقيتها من خلال التعريف بما هم عليه وبما يجب أن يكون القطر عليه.. وعودة الي موضوع الديمقراطية يكون التساؤل مشروعا ً حول دوافع الحرب.. وما سببها.. إن الحرب نظاميا ً كانت بين الشمال والجنوب رغم أن الشمال كله لم يكن عربياً وصور الجنوب علي انه جنوب افريقي ــ مسيحي فيه من الاعداء مافيه.. هذا كان تقسيماً مبسطاً لقطر معقد جدا ً ولذلك ليس غريبا ً أن ينتفض النوبة, فيما بعد, لهويتهم وكرامتهم.. وأذكر أن الاستاذ يوسف كوه ظل يري أنه يعيش عربيا ً حتي إكتشف نفسه في جامعة الخرطوم وسعي للبحث عن هويته وأن أهل دارفور بدلا ً عن إستخدامهم في حرب الجنوب فجأة إكتشفوا إنهم أصلا مهمشين , كما إنني اري أن النوبة في الشمال الاقصي بدأو يتضجرون من الهضم الثقافي الذي تم لهم, وفي قناعتي أن قرنق بلور هذه المسألة وقال حين بدأ تمرده أن الجنوبيين ليسوا مناضليين من أجل الجنوب فقط لان المشكلة ليست مشكلة جنوب , إنها مشكلةالسودانيين جميعا ً الذين يتم تمييزهم علي اسس عرقية ودينية ولغوية, ولهذا مارس القول بخلق سودان جديد, وقناعتي أن ما جاء به قرنق من تعريف للمشكلة زاد مستوي الاهتمام في الشمال بأمر الهوية وبدت ـــ حتي ـــ جماعات غير عربية تبحث عن هويتها وهناك جماعات ليبرالية ــ ديمقراطية تنتمي إلي قبائل عربية بدأت تبحث أيضا ً حول أمر الهوية خارج دائرة المركز الذي عرفها علي انها هوية عربية ــ إسلامية, ويرون أن كرامة السودانيين تتطلب ان يكونوا متساويين, وللاسف أن فكرة السودان الجديد لم يفهمها الشماليون والجنوبيون إلا مؤخرا ً حيث أن القبائل الجنوبية كانوا حتي وقت قريب لايفهمون فكرة السودان الجديد ولكنهم يعرفون لماذا إنهم يناضلون, وكان الشماليون يتعجبون كيف أن هذا الجنوبي الاناني ــ ويقصدون قرنق ــ لديه القابلية لتحرير الشمال!, وحتي الشماليون الليبراليون كانوا يتساءلون من هو قرنق هذا حتي يحررهم ومن من..؟ وكانوا يضيفون" وده حسي حيحكم منو" ونظروا إليه كرجل مبالغ في قصته ولم يستدركوا رسالته ويستجيبوا لهاعبر كل القطر إلا في نهاية القرن الماضي.. شخصياً أري أن صعود الاصولية الاسلامية في السودان كان جزءً أساياً لتصاعد الهجمة علي القائلين بضرورة إعادة النظر في أر الهوية, وكما يقولون أن أفضل دفاع هو الهجوم رأت هذه الاصولية أن الحركة الشعبية تريد تحويل السودان إلي قطر أفريقي ولم يقبلوا بأية تسوية وقالوا أن هذه الحركة خطيرة وحاربوا حتي الاحزاب السياسية الشمالية التقليدية اليت كانوا يرونها أنها " تمسك الاسي من النص في موضوع الهوية".. والجدير بالذكر أن الاسلاميين لم يتشبثوا بالعروبة في حربهم ضد الجنوبيين لانهمة يدركون إنها لن " تطير" بهم, وإنما إستخدموا الاسلام كأداة قوية لمواجهة ما أسموهم بالنصاري والكفار الذين ظنوا إنهم أتوا لتحرير السودان من العروبة والاسلام وليس لتحريير السودانيين من التمييز وتحقيق العدالة, ولذلك إستخدموا الايدلوجيا الاسلامية جيدا ً..ولكن إنك هنا تفصل بين العروبة والاسلام عندما تقول أن الاصولية السودانية لم توظف العروبة؟ـــــ في الواقع أن الاسلام في السودان " ماشي رجل برجل مع العروبة" وليس كما هو حاله في الاقطار الافريقية الاخري , حيث فيها يصير الاسلام إسلاماً غير مرتبطة بأيديلوجيا العرق, وغير مرتبط بالثقافة واللغة والعرق , وإنما هو مرتبط بذاته كدين محترم ومقدر في ذاته.. السودانيون , وللحقيقة كثير منهم, كما نعرف لا يأخذون لإي أحييان كثيرة إسلام الفلاتي منهم بجدية ويعتبرونه نوعا ً من الشعوذة والدجل, ويقولون أن الفلاتة لايعرفون الاسلام مثلهم لانهم لا يتحدثون العربية وى يقرأون القرآن جيدا ً.. هؤلاء النفر من السودانيين يحترمون فقط المسلميين الآسيويين مثل الباكستانيين والافغان والايرانيينو لايأخذون يإسلام الافارقة مأخذ الجدوذلك بسبب علامات التميز العرقي ولعلي في حواري الماضي معك حكيت لك قصة حول المسلمين السنغال, حيث أذكر إنني قلت لك إنني سألت مسؤول سوداني كبير عن كيف سمح السنغاليون أن يحكمهم ليوبولد سيدار سنغور وهو الرئيس المسيحي لبلد 80 في المئة من شعبه مسلم, فقال لي بما معنها " ياخي ديل ذاتهم مابعرفو الاسلام.." وضحكنا وحكيت هذه الواقعة لوزير خارجية السنغال والذي كان مسلما ً فكان رده أشبه بما نقول " إستغفر الله العظيم.." الدكتور جون قرنق كان مهندس التمرد ضد السلطة المركزية وإستطاع طوال فترة نضاله ضد الخرطوم مؤمنا ً ومنظرا ً للسودان الجديد وإستطاع أن يكسب إلي صفوفه عددا ً هائلا ً من الشماليين, الآن تفتقد الساحة جون قرنق بعد وفاته الدراماتيكية, البعض يقول أن خسارة الشمال في وفاة قرنق أكبر من الجنوب بإعتبار أنه كان يدعوا لسودان موحد . والبعض الآخر يقول أن خسارة الجنوبيين ستكون أكبر من الشماليين علي إعتبار أنه الرجل الذي قادهم الي هذه النجاحات التي حققوها عبر نيفاشا وبإعتبار أن الامل كان كبيرا ً فيه لقيادتهم مابعد الاتفاقية, والبعض الآخر يقول أن فقد السودان شماله وجنويه لقرنق سوف يظل كبيرا ً , ماذا تقول أنت؟ـــــ أعتقد أن قرنق نجح وخصوصا ً وسط المهمشين من غير العرب وكذلك الليبراليين من ذوي الاصول العربية والذين يريدون سودان المساواة مثل منصور خالد وياسر عرمان والاخير هو في الحسبان صهري حيث أختي زوجته.. إن إستقبال قرنق في الخرطوم كان إستثنائياً وذلك يدل علي عظكة إسهامه الفكري السياسي ودوره الكبير في تقيد مفهوم السودان الجديد نظريا ً, وأستطيع أن أؤكد لك أنه حتي قبل سنين كان الجنوبيون يعتقدون أن العرب هم عرب سواء كانوا علي بياض بشرتهم أو سوادها, ولكن بعد وصوله إلي الخرطوم قالوا أن هؤلاء الشماليين مثلنا ولكن تم خداعهم" ولازم نشوف أرضيات مشتركة للتوحد" وأعتقد أن ذات هذا التصور كان موجودا ً في الشمال , وأذكر أنني كنت في الخرطوم حينما وصل قرنق ".. وكان في واحد شمالي شكله شايب كده, ولكن عامل شباب.. جاني وسلم علي سلام حار بالحضن وقال لي : عندما أري اخواننا الجنوبيين أحس بفرح وأشار لصورة قرنق مع علي عبداللطيف والتي كانت معلقة في جدار الهيلتون, ثم قال لي: الشاب ده دخل قلوب السودانيين الشماليين برضو, وعندما نشوفكم جايين بتدونا فخر كبير إننا سودانيين.. وبعد داك قال لي: أنا مابعرفك.. ولا أريد أن أعرفكـ ــ رغم إنني ظننت من خلال سلامه الحار انو بعرفني..وقال لي: بس حبيت أقول ليك الكلام ده.. ومع السلامة"وأذكر أيضاً أن أحد المسؤولين في الحكومة قال لي أن أمه جنوبية ثم تحدث عن قرنق وقال"..الزول ده ما كنا عارفنه..كنا خايفين منو وأول ما جاء وشفناو وحبيناو الله أخدو بالطريقة دي"..وأذكر أيضاً أن زميلاً لنا قال لي أن زوجته كانت"... بتكره الزول ده وبتقول ليه ياخي الزول ده بكتل الشماليين, ولكن لما قرنق جا وشافتو فرحت وبعد موته بكت بحرارة..."أردت أن أقول بهذه النماذج أن قرنق كسر القيود التي فرقتنا.. ونسيت أن أقول إنني كنت في الجنوب حين مر جثمان قرنق بالعديد من المدن هناك..ورأيت ما حدث من تعظيم له ووجدت نفسي تقول " إننا فجأة أدركنا من هو الذي كان.."وهل تعتقد أن فكرة السودان الجديد ستتصاعد بذات الوتيرة أم أن نوعا ً من الخفوت أصابها؟ ثم ماهو المطلوب عمله حتي تكون الوحدة جذابة علي حسب ما نادت به الاتفاقية؟ـــــ لا أعرف أن الفكرة سوف تستمر أم لا بذات تلك الروح.. وذلك لأن قرنق كان العقل والقوة خلف ذلك الاختراع السياسي.. كل ما أعرفه إنه كسر القيد..ولكن أري أن المهمة قد بدأت بالضبط.. والملاحظ أن الذين أصبحوا أعداء لقرنق وفكرة السودان الجديد مايزال لديهم التأثير القوي في الواقع السوداني المعاش.. وأذكر أن الاستاذ علي عثمان محمد طه قال لي إنهم ما كانوا يتحرجون من فكرة السودان الجديد..وإنهم حين أنجزوا هذه الاتفاقية لم يكن يريدون أن يتحدثوا عن علاقتها بالفيدرالية أو الكونفدرالية أو غيرهما..قال لي : دعونا ننجز الاتفاقية وإن إنجازها هو الدليل علي حسن النوايا وحسن صنع الاتفاقية التي خلقت في ظروف صعبة, وكانت تلك إجابة جيدة, وقلت له إنني جئت أقل تفاؤلا ً رغم إنني عموما ً أتحدث بمعاني التفاؤل, وبعد حديثي معه أحسست إنني أكثر تشجيعا ً وفجأة تراجع مستوي التشاؤم الذي كان يحيط بي.. في الواقع أري أنه علينا أن نفكر جيداً حول اسباب تلك الحرب..ولماذا كانت حادثة في أصلها..؟ولأي مدي إستطعنا أن نعالجها كموضوع..؟ وماهو المنظور للمستقبل؟ وهل بحق أن هذا السلام سيكون شاملا ً ..؟ وهل سنعالج قضايا دارفور بذات المستوي وكذلك البجا والنوبة حتي نحقق وحدة السودانيين كلهم؟وماذا عن زوجة قرنق ربيكا, هل يمكن أن تطلع بالدور الذي كان زوجها الراحل يقوم به , ثم ماذا عن تقربها وسط الجنوبيين؟مدام ربيكا قالت لي إنها لم تدرك كيف أن زوجها كان علي حق إلا بعد أن شاهدت وعرفت أن مساحات واسعة من الشمال محرومة وفقيرة ومهمشة وأنها اصبحت أكثر قناعة حول فكرة السودان الجديد, بل وإنها قالت أن هناك مناطق في الجنوب أفضل كثيرا ً من مناطق محددة في الشمال, والموضوع ليس هو تقرب الجنوبيين نحو ربيكا.. علينا أن نسأل عن دورنا لبناء الوحدة..هل تحس د. فرانسيس أن هناك ثمة خلافات "نفسية" بين الشماليين والجنوبيين تحول حتما ً دون توحدهم, وهل أنت شخصيا ً تحس بأن هناك شيئا ً مميزا يبعدك عن الشماليين, أو أن هناك شيئا ً مميزا ً للشماليين يبعدهم عنك؟ـــــــ في صغري كنت أري أن " اولاد الشماليين ديل عرب" وعندما مشيت خورطفت للدراسة كنت" حاسي بالخلافات التي بيننا.. أنا كدينكاوي وديل كعرب.." والآن لا أري كبير إختلاف حين التواجد والتحدث مع السودانيين سواء من الشمال أو الجنوب.. الآن بدأت أري أن أخواني وأخواتي من السودانيين أقرب إلي من أية جنسيات أخري, ولكن الذي يفرقنا هو النظام السياسي ـــ حيث عجز أن يصل بنا إلي الارضيات المشتركة للتعايش.د.فرانسيس نود أن نسألك عن إمكانية إقامة الوحدة بين الشمال والجنوب في ظل الظروف الصعبة التي نعايشها..والملاحظ الآن أن وفاة الدكتور جون قرنق خلقت فراغاً عريضاً علي مستوي الساحة السياسية, كما أن هناك بوادر حركات انفصالية في الشمال اقوي من الجنوب, فضلا عن ذلك أن اتفاقية نيفاشا تسير ببط غير عادٍ مما لايشجع السودانيين في الحلم بالوحدة , الحكومة الآن مجابهة بالعديد من المشاكل الداخلية والتي ربما أعجزتها من إنجاز الاتفاقية نفسها, كما أن حكومة الجنوب منشغلة بتأسيس الدولة, هل مايزال الامل كبيرا ً بأن يصوت الجنوبيين للوحدة مع الشمال, ثم كيف تري مستقبل هذه العقبات التي تقف امام الاتفاقية؟ـــــ أولا ً سبق لي ان ضمنت ثلاثة خيارات للسودانيين في حال أرادوا العيش تحت سقف واحد يضمهم جميعاً, وليس فقط الشمال والجنوب وإنما الغرب والشرق أيضاً يأتيان ضمن هذه المعادلة, الخيار الاول هو أن نحدد إطاراً قومياً للانتماء اليه .الخيار الثاني هو أن نقبل خلافاتنا من أجل إيجاد سبيل للمساكنة, وأما الخيار الثالث والاخير هو أن نقتنع أنه ليس هناك اسس للمساكنة وعليه يبدو تجزيئ القطر ممكنا ً وواردا ً.يهمني جدا ً أن نتوحد وأن نخلق نظاما ً جديداً نحس فيه كسودانيين أنه النظام الذي ننتمي اليه ونعيش فيه علي قدم المساواة, حيث كما قلت لاتمييز وفق عرق او لون أو ثقافة, وبعدها سنكتشف أنه مادام ان هذه العوامل لاتميز بيننا ولاتؤثر علي وجودنا كمسلمين ومسيحيين وكسودانيين ننتمي لايديلوجيات وافكار ــ فإن الواقع سيكون مستقرا ً وأفضل, وهذا الواقع عايشته في اسرتي والتي تتكون من مسلمين ومسيحيين وظلت طرق حياتنا متنوعة ولكن الاسرة مستقرة وفق هذه الاختلافات التي تم فهمها والتعامل معها.. إنني اقول للسودانيين ياجماعة أنظروا للمرآة وسوف نري ظلالا ً من الالوان وفيها إختلافات الثقافة والتدين وأساليب لغوية غنية ومدهشة وتنوعات علي مستوي الغناء والفن وغيرهما. طبعا البعض يقول اننا في النهاية سودانيين خلقنا كرجال ونساء متساويين, ولكن هذا شعار و " كلام ساكت " نقوله ولا نطبقه.. إننا نحتاج إلي رؤي للعمل وليس قوانيين فقط, إننا نحتاج إلي تطوير افكارنا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وتشجيع التفاعل والاندماج بينما نحن نسعي لتطبيق نيفاشا أو بقية القوانين, علينا أن نجعل السوداني الشمالي قادر علي أن يذهب للجنوب ويبني منزله هناك ويسكن تحت حماية الجنوبيين ويعمل في حكومة الجنوب, وبذات القدر نأمل أن يأتي الجنوبيون إلي الشمال ويعيشوا في الاماكن التي يختارونها ونشجعهم بالتداخلات الاجتماعية وألا يحسوا انهم معزولين. .. إن الدينكا يطنون الان ان الخرطوم تتحالف مع الشماليين العرب ضد القبائل الافريقية..مالم نقنعهم أن الخرطوم تحميهم فإن ذلك لن يخلق وحدة.. إن القيادة السياسية عندما تحقن الممارسة السياسية بفلسفة مثل التي خلقها جون قرنق وكسب بها الشماليين وضمهم لصفه, فإنها تستطيع أن تضم كل السودانيين لصفها.. والجميل أن قرنق لم يكن ليميز نفسه كجنوبي او دينكاوي, رغم انه يعرف نفسه هكذا, ولكنه سعي لخلق الهيكل النظري الذي يكسر هذه القيود العرقية لصالح كل السودانيين ويجعلهم متناغمين بعضهم البعض, ولهذا أقول دائما ً أن الفكر الذي اتي به قرنق ليس لحل مشكلة السودان وإنما مشكلة افريقيا كلها.. أنه كان يملك سحرا ً منعشا لتجميع قدرات السودانيين.وهناك واجبات علي القادة في الشمال والجنوب .. عليهم أن يطرحوا أنفسهم بصدق لتطبيق هذه الاجراءات.. إننا لانحتاج أن نخلق من المسجد بيتا ً للضغينة تجاه الاخرين ولانريد أن نمشي الكنائس ونفعل نفس الشئ.. لانريد للقادة أن يظلوا في مواقفهم الخصامية, عليهم أن يمشوا لمناطق النزاع ويدافعوا عن المواطنيين الشماليين والجنوبيين علي حد سواء وحل مشاكلهم ويبنوا بذلك للوحدة.. إذا حدث كل هذا سينظر الجنوبي لهذا القائد الشمالي ويقول هذا رئيسي واحترمه وأفتخر به , وكذا الحال سيري الشمالي هذا القائد الجنوبي ويقول هذا أخي وأنا فخور به.. هذه هي اسس الوحدة متي ما توفرت فإن الوحدة ستكون واقعاً ملموسا ً.. البعض يشير يادكتور إلي أن النظام الحالي الذي يقوده الاسلاميون لن ينجز الوحدة ولابد من إسقاطه وقيام نظام آخر محله يحافظ علي نص وروح الإتفاقية حتي تتطور هي نفسها وتحقق للجنوبيين والشماليين مصالحهم العامة؟حين تطالب بتغيير النظام هذا يعني إنك تريد أن تدفع شخصا ما للخارج, وهذا لو حدث فإنه هو نفسه سيسعي من بعد لدفعك خارج السلطة, وعليه سيكون هناك صراعا ً متواصلا ً مع السلطة وضدها ولا حد له بين السودانيين , أنا ضد إسقاط النظام .. كل مانريده بعد كل هذه السنين هو عمل رؤي وتصورات فكرية متقدمة تساعد علي مساواة السودانيين بعضهم البعض..ولعل السؤال الكبير هو كيف نخلق هذا؟..وماذا نعني بالسودان الجديد..وماهي مصادر المساواة؟ أهي إستخدام العرقية والدين وإساءة إستخدام السلطة أم هي شئ آخر..هناك وجهات نظر تؤكد أن النظام الحالي غير قادر علي إنجاز إتفاقية نيفاشا للسلام ويبررون ذلك أن النظام الحالي يفتقد دعم كل السودانيين الشماليين, علي الاقل ولا يمثلهم, فيما أن النظام نفسه متهم بإرتكاب جرائم حرب وبالتالي هوغير قادر علي صنع وحدة السودانيين الشماليين ناهيك عن الجنوبيين, ويرون إنه لابد من محاكمة النظام وأفراد منه ومن ثم تحقيق تسوية شمالية ـ شمالية يشارك فيها الاسلاميون أنفسهم حتي تساعد في خلق مناخ أفضل لتحقيق إلتزامات نيفاشا والتي جاءت لإرساء قيم السلام الشامل..؟هذا صحيح ولكن يبقي الاشكال هو انه متي ما كان لدينا واقعا ً للصراع خصوصا ً في قطر مثل السودان, والذي إستمر صراعه لنصف قرن, فإن هناك ملامات وإتهامات عديدة ستبقي مطروحة, وفي واقع كهذا يكون من الصعوبة بمكان إيجاد أياد ٍ نظيفة لم تتلوث بالدماء في هذا النوع من الصراعات, وحتي الحركة الشعبية لديها تجاوزات في حقوق الانسان, والتجاوزات في الجانبين تتعلق بالتنظيم وبالافراد, ولذلك حينما نسعي أونتحدث عن العدالة في محاكمة الذين إرتكبوا جرائم حرب فإننا سنعاني كثيراً في تحديد هذه المسائل..وأذكر أن جدا ً كبيرا ً لنا نادي قبيلته بعد أن إنتهت الحرب بعد صراعاتهم الدموية في فترة ما, فصلي بجماعته وقال أن الشيطان الذي فرق بيننا قد قتلناه ودفناه ودعونا الآن نتحرك للامام. بالنسبة لي أري إننا لابد أن نحقق التسوية والعفو, واضعين في الإعتبار أن الناس لايسعون للحرب من لا شئ, ومع ذلك فإنني حين أسمع أن إمرأة حامل ما قد بقر بطنها في معمعة الصراع وتم نزع جنينها, فإنني أحزن ولا أتصور أنني أتوقع شيئاً مثل هذا الفعل من إنسان سوي وهو الذي يفعل فعلته هذه بوعيه ضد إنسان آخر, ولذا لايكون أمامك إلا أن تصغر هذا الانسان وتتركه كما الحيوان, وأذكر أيضاً إنني كنت في سريلانكا في مهمة تابعة للامم المتحدة في منطقة ريفية وجائني محام ٍ سريلانكي وجلس ليتحدث معي حول المجازر التي إرتكبت هناك , وقال لي أن هؤلاء الناس الذين قتلوا في هذه الجرائم إنما هم ليسو بشر وإنهم حيوانات ولا تستطيعون أن تتحدثوا هنا عن حقوق الانسان,وقلت له ألم تكن هناك حلول أفضل من القتل الذي تم لهم, فرد بقوله إنه لم تكن هناك حلولا ً غير القتل وإنهم كان يجب أن يقتلوا..في الواقع أن هنالك بشراً بهذه العقلية, وهؤلاء أيضاً هم البشر الذين نريد معالتجهم ومعالجة قضاياهم أيضاً.. وفي السودان نحن نعاني من هذا الفهم وهذه العقد, ولدينا أبعد من ذلك عقدة الانتماء وكثير منا يخفي عقدة اللون , فبينما نري أن العرب فاتحين, فإن كثير من الشماليين يحاولون بألوانهم المختلفة التي تتدرج من السمرة إلي الدكنة التعالي علي أخوانهم في القطر ويحاولون قسرا ً تدجينهم ضمن إطار العروبة الثقافية والتي تخفي موقفا ً حول اللون, وأذكر إن رجلا ً كان آتيا ً إلي فوجدني في الباب ذاهباً إلي السوق , فقال لي إنني أريد الذهاب معك وكان يلبس " جبة البقارة" وسلم علي بطريقة البقارة وقال لي " أظنك ما عرفتني يافلان..؟ " وقلت له ب "الطريقة" السودانية " والله شبهتك ولكن ماعرفتك" فقال لي " أنا ما ود عمك فلان ود فلان" ..والحقيقة فالرجل " طلع" من أقربائي مئة بالمئة, فاسرتهم مشت إلي الشمال وتربي هناك وأصبحت الاسرة تسلك مسلك البقارة.. وعندما كنت في السبعينات علمت أن كثير من أصول الشماليين تعود للمسترقين من قبيلة الدينكا, وعلي هذا الاساس إنقطعت وشائجهم مع الجنوب وأصبحوا مندمجين داخل إطارالثقافة العربية وربما من المتعصبين لها بل وربما من الذين صارت لهم عقدة الانتماء للاصول, هذه بعض العقد التي نحتاج لمعالجتها ونعترف أن السودانيين شعب ممتزج.هل هنالك إختلافات بين واقع السلطة في السودان وواقع السودانيين في مستوياته الإجتماعية, وهل هناك تعايش وتسامح ملحوظ في الثقافة الشعبية السودانية..؟في الواقع أن هناك تصورا ً مختلفا ً بين ما هو حادث في الخرطوم وبقية السودان, لو لحظنا أن قبائل غرب افريقيا من نيجيريا ومالي واثيوبيا تجد ان اشكالهم لاتختلف عن السودانيين وحتي موسيقاهم لا تختلف عنا بل ونجحت ثقافتنا الشعبية عبر موسيقانا في الانتشار هناك ولم تنجح السياسة الثقافية.. اسلام السلطة في السودان يختلف عن إسلام الصوفية الشعبي, هناك تعايش بين الناس وعدم تعصب في الدين والعرق , وصحيح أن القبائل تنظر لبعضها البعض باختلاف وبعض من القبائل تري نفسها انها الافضل وحتي الدينكا في ابيي يرون انفسهم انهم الدينكا ام بقية الدينكا في الجنوب فهم نوع آخر, وذات الشئ تجده في قبائل المسيرية فهؤلاء يرون انفسهم افضل من المسيرية الزرق أو الحمر وهكذا, ولكن مع ذلك نجد أن هناك تعايشا ً متينا ً بين هذه القبائل إستمر لفترات تاريخية طويلة وكان الناس يذعنون لرؤساء القبائل وبالمناسبة فان عدد الانجليز الذين حكمونا لم يتجاوز الخمسمائة وهذا العدد بسيط بالمقارنة بعدد الحكام الان, وكانوا يتركون السلطة لدي زعماء العشائر, ومعظم الوقت لم نكن نري المفتش الانجليزي وربما نراه في السنة مرة واحدة وبالاكثر مرتين, بينما يمسك بزمام الامور هؤلاء الزعماء ولوكنا بنينا السودان علي الاسس الموجودة ما بعد الاستقلال لاختلف الامر ولانصهرت الاختلافات ووجدت حلولها, ولكن حكام الخرطوم جاءوا بتصورات سياسية من مصر والشرق الاوسط وأدت إلي تزايد الخلافات بين السودانيين. مثلا نجد في بيئة البقارة إنهم يرقصون كما الافارقة وهناك الاختلاط بين المرأة والرجل والدين نفسه متسامح, كل هذه الاشياء حرفت برؤية ضيقة للقطر سواء كانت دينية ام عرقية وطبقت علي هذا المزيج القبلي..بروفيسور فرانسيس, نود أن نسألك بعد كل هذا عن رؤيتك الشخصية حول الثقافة العربية عموما ً والإسلام خصوصاً , وحول مإذا كانت الثقافتان نماذج إيجابية للإهتداء, ولماذاً يحاول الجنوبيون التعمق فيها كثقافة بعيدا ً عن الحمولات العرقية والدينية ـــ إن كان هذا ممكنا ..؟لاشك أن الثقافة العربية هي عالمية وقوية التأثير , كما أن اللغة العربية جميلة ..وعموما ً نجد في الناحية الثقافية وكذلك في سلوك الناس ميزات رائعة جدا ً ومحترمة سواء في العالم العربي أو شمال السودان, إنما العيب هو أنه تخلقت للجنوبيين عقدا ً ضد العروبة لانها أستخدمت في الصراع ضدهم وكمصدر للسيطرةالثقافية والدينية, والناس عموما ً كما تعرفون يتعاملون بردة الفعل, ودائما ً ما أقول إنني لو كنت مسلما ً أو إسلامياً وأردت نشر الاسلام في جنوب السودان وأفريقيا, فإنني سأكون في وضع يجعلني إستطيع فيه خلق المناخ الايجابي الذي يتيح للصفات الاسلامية الجميلة أن تبرز وبالتالي يراها الناس ومن ثم يقتنعون بإنها النموذج الجيد للتطبيق, وكما قلت سابقاً أن أبي معجب بالثقافة العربية وأسواق العرب في أبيي وكان ينظر لهذه الثقافة كنموذج للاتباع, ولكن عندما يري الجنوبيون أن الامر مختلق وكأن الثقافة هي مسألة للاستعلاء ويتم فرضها بقوة المؤسسات فإن مقاومتهم ستكون أكيدة ضدها.. وأذكر أن عائلتنا تضم عددا ً من المسلمين وبيننا يوجد "أخوان مسلمون" أيضاً وغيروا أسمائهم للعربية حتي , فهؤلاء عندما يرون مع مسلمو الجنوب أن الثقافة العربية والاسلام أصبحا جزء ً من السيطرة السياسية فإنهم يبتعدون عنها.. وبهذه المناسبة تحضرني قصة طريفة فحواها أنه كان هناك زعيماً من الدينكا, ويعتقد أن لدي قبيلته إتصالا ً مع العالم وكذلك مع الله, وكان هذا الزعيم مقربا ً لجدنا الكبير والذي كان بدوره من المقربين للعرب ويتحدث العربية. هذا الزعيم الديني فشل في تعلم العربية وبدأ كما يقول هو في نقاش مع الله الذي سأله بقوله: لماذا يا إلهي لاتدعني أتحدث العربية , أوليست هي لغة للتخاطب..؟ فقال له الإله: لا..لا أريدك أن تتحدث العربية ..وسأل الإله مرة ثانية ..لماذا يا إلهي..؟ فرد الإله : إنني لو تركت تتحدث العربية فمنذ اللحظة الاولي ستكون رجل سيئ..إذن هذه عقدة جنوبية للمقاومة.. أنا في تقديري أن الانجليز لو لم يسعو إلي تجزأة القطر وتركوا إمكانية للاندماج بين الجنوب والشمال لأمكن لنا التوحد ولأصبحنا مثل موريتانيا الموحدة باللغة والاسلام رغم أن هناك قبائل في جنوبها تتحدث بلغاتها.. وكان يمكن للجنوبيين أن يتحدثوا اللغة العربية بطريقة أفضل مما يتحدث الافارقة الفرنسية والانجليزية, وكان يمكن أن يكون لدينا أدبا ً جنوبيا ً مكتوباً بالعربية, وكان يمكن للعربية أن تثري بحس الجنوبيين, ولكن الظروف جعلتنا أن نكون أمتين في قطر واحد,, ولذلك نحتاج إلي التوازن, علي الاقل في المرحلة الاولي من السلام.يقول كثير من المحللين في الشمال أن مشكلة الجنوب لم تكن لأسباب عرقية أو ثقافية أو دينية أو نتاج نظرة دونية يبذلها الشماليون تجاه الجنوبيين, ودليلهم علي ذلك أن السلطة المركزية تصارع الآن التمرد الحادث في دارفور والشرق رغم عناصر الثقافة العربية والإسلام والمصاهرات التي تربط هذه الأجزاء من القطر هذا بخلاف الخلافات السياسية العميقة بين السلطة والنخب السياسية في اليمين واليسار تاريخيا ً, مما يعني ذلك أيضاً ــ كما يقول هؤلاء المحللون ــ أن سلام نيفاشا سيفشل لطالما أن التسوية السياسية الحقيقية بين هذه التيارات لم تنجز وأن المشكلة السودانية لم تحل إجمالا ً..؟نحن في السودان لدينا القدرة علي التنكر, بعض منا يقول أن جذور المشكلة غير عرقية أو دينية, وإنما إقتصادية .. ويدللون أنه كما كان هناك مسيحيون ومسلمون في الجنوب فالشمال أيضا ً فيه مسيحيين ومسلمين وكما كان هناك عرباً في الشمال فهناك العنصر الأفريقي أيضاً وكما هناك مناطق متخلفة في الجنوب فهناك مناطق متخلفة أكثر في الشمال, وربما يكون كل هذا صحيحاً.. ولكن أيضاً نري أن المشكلة ثقافية ودينية, فبولاد الذي كان إسلامياً متعصبا ً وجد فجأة أن زملاء له ينظرون إليه برؤية إنه أدني عرقيا ًوليس مؤهلا ً كعربي أن يجد حظه من التوظيف والتنمية وقاد حركة تمرد دارفور الاولي وقتل.. ومرة قلت للرئيس النميري بعد أن عدت من إجتماع لوزراء الخارجية الافارقة لاعطيه تقريرا ًعن ذلك الاجتماع الذي عقد بعد إتفاقية أديس أبابا ــ قلت له أن الوزراء الافارقة الذين سألتهم عن إنطباعهم عن السياسة السودانية تجاه أفريقيا قالوا لي أنهم لايرون " أي حاجة أفريقية طلعت بعد الاتفاقية في سياسة السودان الخارجية.." وبالاجماع أكدوا ذلك وكان من ضمن الدول المشاركة في الاجنماع نيجيريا وغانا وليبريا وقامبيا وكينيا وأضافوا ان السودان بلد أفريقي ويريد أن ينجح كبلد عربي حتي ينال رضا العرب..نميري قال لي" يافرانسيس الكلام ده ما صاح.." وقلت له " الحقيقة ياريس إنو بعد ما جيت بعد الاتفاقية وعدلت الامور وكده برضو كنا نفتخر بعروبتنا اكثر من أفريقيتنا وكان إنتماؤنا يتم للعالم العربي أكثر.." غير أن النميري وبطريقته المعهودة قال لي "..شوف نحنا عارفين نظرة العرب لينا شنو.. لامن نمش لإجتماعات الملوك والرؤساء أنا بشوف الطريقة البنظرو بيها لي.. وبالتأكيد هي نظرة إني ما زيهم وبنظرو لي زي أفريقي وكده.. وطريقتهم دي عارفة وما بحبها , لكن يا فرانسيس الناس ديل بنحتاج ليهم دلوقتي وخلينا نطلع بترولنا في السودان.. ونحنا السودانيين معروفين ايادينا مفكوكة وبنحب الكرم وكده.. وأخوانا الافارقة ديل لامن نحنا نطلع بترولنا نديهم كتير ونحرر نفسنا من الهيمنة العربية.."..علي كل نحن نتنكر للاشياء .. ولا أدري كيف نتخلي عن هذا التنكر..؟ وصحيحا ً أن ذلك لايحدث بسرعة ولكن المزيد من الحديث عن هذه القضايا يعطينا المزيد من الفرص لحلها..كما أن قادتنا يجب أن يكونوا صريحيين في مثل هذه الامور.. وأذكر أن الترابي حين جاء هنا إلي واشنطون قال كلاما ً كثيرا ً في هذا الجانب, ومن ضمن ما قال أن العروبة لو أصبحت شيئا َ موصولا ً بالعرقية فإنه شخصيا ً لايريدها, وقال أن الاسلام نفسه لو أصبح مرتبطا ً بالعروبة فقط لبقي بلا إنتشار.. وحكي لي إنهم لأول مرة يقومون بتقريب السودان نحو أفريقيا, وطبعا ً جماعة الترابي فعلوا هذا الامر للوصول إلي المسلمين فقط في أفريقيا, وهذا أيضا ً طريق ضيق لمحاولة الوصول لمصلحة دينية ولم تكن بغرض آداء دور سوداني نحو أفريقيا.د.فرانسيس, الانفصال لم يبق حلم كثير من الجنوبيين فحسب وإنما هنالك إتجاهات في الشمال مؤسسة سياسيا ً ولديها قدرةات وإمكانيات إعلامية وتنادي بالانفصال, إن لم يكن اليوم فبعد إنتهاء مدة الفترة الإنتقالية , كيف تثمن مثل هذه الاتجاهات الشمالية الإنفصالية, وهل هي نتاج ضيم شمالي من الجنوبيين لايقل عن ضيم الجنوبيين تجاه الشمال..؟الانفصال ما عاد شيئا ً مثل النظرية التي هي محل جدل .. إن الإتفاقية ستعطي الجنوبيين الفرصة للتصويت بعد خمسة أعوام من الآن, وإفتراضي المتأمل هو إن الوحدة ممكنة , وأقول المتأمل لأنني لا أشارك تماماً كثيرا ً من الجنوبيين في رؤاهم المحبطة, .. أعود وأقول أن الجنوبيون يعيشون الإحباط الآن لأن كل الاقاليم ثائرة ضد المركز وأن ظلم السنين الذي أدي للحرب ما يزال جاثما ًولذلك فهم إذا ما صوتوا اليوم فإنهم بكل الاحتمالات سيصوتون للانفصال بسبب هذا الإحباط, ولقد تحدث سلفاكير مع البشير حول مسألة وزارة النفط والتي يعتبرونها حيوية لمستقبلهم وقال للبشير إنه كيف يتم أخذ الوزارة من الجنوبيين, مما يرسل ذلك إشارات سالبة للوحدة الجاذبة, لكن البشير قال له إن الجنوبيون سيصوتون للإنفصال إذا أخذوا وزارة الطاقة أو لم يأخذوها .. ربيكا أيضا ً تعتقد أن الامور لو سارت علي هذا النحو فإن الجنوبيون سيصوتون للانفصال.. أنا لم إستسلم بعد, وأعتقد أن الفرصة أمامنا كبيرة لإحداث نقلة حقيقية في مشروع السلام, ولدي إعتقادأ ً كبيرا ً, أيضا ً, أن السودان سوف يتحول للسودان الجديد سواء بإنفصال الجنوب أم بعدم إنفصاله..لو إنفصل الجنوب ..هل تعتقد للأحسن أم للاسوأ..؟أتمني أن يكون للأحسن, فالواقع الآن هو أن كل السودانيين المختلفيين في الشمال والغرب والشرق وجبال النوبة سيسعون لتحقيق التسوية في حال إنفصال الجنوب, وأتصور لو أن الإنفصال قد حدث فعلا ً, فربما سيكون هناك تقاربا ً جديدا ً بين الشمال والجنوب, وكما قلت من قبل في ورقة " نظامين في دولة واحدة " أن الكونفدرالية ستكون الحل للحرب, بل وربما يسعي الشماليون والجنوبيون لانجاز إتفاق للتعاون ربما سيكون أفضل من الكونفدرالية, أقول هذا والمبدأ الذي اسعي إليه أن تكون هناك وحدة بين الشمال والجنوب..بل وتكون هذه الوحدة نموذجا ً في المنطقة بأسرها.وماذا عن المصريين ..والانفصال..؟كنت أقول دائما ً للمصريين إنهم إن أرادوا خدمة السودان ووحدته فإنه يجب عليهم أن لا يتنكروا لحق الجنوبيين بأن يشعروا الشماليين وكأن أي شئ يفعلونه في السودان يجد الغفران عندهم.. قلت لهم لا بد أن يكونوا محايدين في الصراع ويساعدوا علي حله حتي يضمنوا للسودان الوحدة.. ولكن يبدوا أن المصريون والعرب لم يشعروا بمظالم الجنوبيين ولم يكن تدخلهم من أجل النظرة لتحقيق العدالة في القضية السودانية .. وأعتقد أن العرب والمسلمون لو نظروا لقضية الجنوب بعدالة لما حدث ما حدث الآن....

Thursday, March 16, 2006

بيان من فعاليات دارفور-رفضت كل صحف الخرطوم من نشر هذا البيان الذي هز الخرطوم

سودانيزاونلاين.كومsudaneseonline.com
16/3/2006 1:18 م
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من فعاليات دارفوررفضت كل صحف الخرطوم من نشر هذا البيان الذي هز الخرطوم
حماية إنسان السودان بدارفور هي الأولوية الوطنية القصوى
(من المسئول عن مآسي دارفور ؟)إن الإجابة الواضحة والصريحة والمباشرة على هذا السؤال المفتاحي هي: حكومة الإنقاذ وقيادتها السياسية في حزب المؤتمر الوطني.. فحكومة الإنقاذ هي التي شنت الحرب على أهلنا في دارفور, حرب الإباده المباشرة بطائراتها وأسلحتها المدمرة وبالوكالة عبر المليشيات التي دربتها وسلحتها ومولتها وأشرفت عليها لتكمل المهمة القذرة في دارفور .حكومة الإنقاذ وبقيادة حزب المؤتمر الوطني هي التي قاسى منها أهلنا كل أنواع البطش والإرهاب والمشاق والمحن . . وهي التي زرعت الفتنة منذ أن بدأت بتسيس الأزمات والمشاكل التقليدية بين مجتمعات دارفور فبعثت النعرات العنصرية والعرقية وسعت لإستقطاب القبليات والعمل على تسيسها وتسليحها وجعلها جزءاً من أسلحتها الأيدلوجية المستخدمة في الحروب الأهلية (في الجنوب وجبال النوبة وفي دارفور وسعى الى ذلك في شرق البلاد) إعمالاً لسياستها للبقاء في السلطة (سياسة فرق تسد) .مشكلة دارفور هي صنيعة الفئة المتحكمة والمتنفذة في حكومة الإنقاذ وحزبها الحاكم (وهي نفس الفئة التي عملت على تعميق الفوارق العرقية والدينية والثقافية والجهوية بين مواطني السودان) ... فهي التي تمتلك الطائرات التي قصفت قرى دارفور وأهل دارفور .. وهي التي جندت المليشيات وأعدتهم ودربتهم وسلحتهم وأطلقت لهم العنان لتدمر دارفور قتلاً للرجال وإنتهاكاً لأعراض النساء وحرقاً للقرى والمنازل والمزارع والبساتين .. وتسميم مصادر المياه .. وسلب ونهب كل مقتنياتهم وإفقارهم إفقاراً كاملاً . كل ذلك بإسم محاربة (التمرد المسلح) .. لكن هدفهم لم يكن يخفى على أحد : وهو إخلاء إقليم دارفور من سكانه تماماً ! والمحصلة النهائية لهذا الهدف تمثلت في الواقع الموضوعي الأتي :-1. قتل مئات الألاف من المواطنين .2. تشريد ونزوح ولجوء أكثر من أثنين مليون مواطن وآخرون في منافي الأرض بلا مأوى أو دليل .3. تجريد هؤلاء المواطنين من كل مقتنياتهم ومواردهم الإقتصادية وتدمير مصادر عيشهم .4. التدمير النفسي والمعنوي لهم وذلك بإغتصاب النساء بشكل منهجي في كل الغارات على القرى والأرياف .هذه الفظائع أرتكبت في فترة لاتتجاوز الثلاث سنوات الماضية , وأغلبها في السنة و النصف الأولى من بداية معركة الدمارالتي أعلنت على دارفور وأهلها .. وجعل من الواضح لكل ذي بصيره أن هذا الشكل من العنف والقساوة يتخطى أي معالجة عقلانية لأيه أزمة سياسية أو أمنية تواجه البلاد مهما كان حجمها .. وهو أمر لم يحدث في أي مكان في العالم وضد أي عدو كان ناهيك عن أهل الوطن ! فما هو الدافع النفسي .. أو المبرر الديني أو الوطني أو الإنساني أو القانوني نحو هذا السلوك المتسم بالقساوة والفظاعة المتناهية ضد أهل دارفور من قبل طغمة المؤتمر الوطني المحتكرين لمفاصل السلطة والثروة ! والى ماذا يهدف إليه أولئك الذين يؤازونهم من تجار الدين الذين يظنون بأنهم يحتكرون الحقيقة والحق الإلهي المطلق بأسم (العقيدة والوطن) فمن أي عقيدة وأي وطن يتحدثون ؟ بعد أن سكتوا عن كل هذه الجرائم والمآسي طيلة هذا الوقت .. أين أهل دارفور من وطنيتهم وعقيدتهم وضمائرهم التي لانراها إلا متعلقة بالسلطة والسلطان فحسب.
أزمة دارفور التي إهتز لها الضمير العالمي:حينما وقف ممثل المنظمة الدولية بالسودان (كابيلا) على ما يحدث في دارفور ووصفها بأسوء كارثة إنسانية في القرن .. طرد من البلاد مع أنه لم يتفوه بغير الحقيقة والواقع .. لكن لله الحمد فأن رسالته وصلت الى المجتمع الدولي , فتداعت المنظمات الإنسانية من أنحاء العالم الى دارفور ليقبلوا عزة إنسانه وينقذوا ما يمكن إنقاذه .. أما أصحاب الأذان الصماء والقلوب والبصائر العمياء من علماء الحكام والسلاطين .. فلم يسمعوا شيئاً ولم يذهبوا الى هناك ليروا شيئاً ..ألم يعلموا بأن الحقائق الدقيقة التي أجرتها المنظمة الدولية ومجلس أمنها أثبتت وبما لايدع مجالاً للشك بأن حكومة الخرطوم غير مؤهلة أخلاقياً لحماية مواطن السودان في دارفور . وغير دارفور . وفي إطار المواثيق والأتفاقيات الدولية لابد من قوات أجنبيه (أقليمية أو دولية ) . فكان دخول القوات الأفريقية الى دارفور بموافقة الحكومة وبدعم من المجتمع الدولي .الآن وبعد ستةعشر شهراً من دخول القوات الأفريقية لم يتحسن الوضع في دارفور . فالحكومة لم تلجم ميليشياتها , بل ضاعفت من أعدادها وإعدادها وحمايتها وحصانتها من المحاسبة والعقاب وإستوعبت أعداد كبيرة منهم في القوات المسلحة والشرطة والأمن .. فتواصلت عمليات القتل والحرق والسلب وأصبحت الهجمات تطال من أولئك الذين في معسكرات النزوح واللجوء حيث 80% من النساء والأطفال , وطالت الأغتيالات قيادات أهل دارفور الذين يقيمون بعواصم ولايات الإقليم (الفاشر. نيالا . الجنينة) ولم يصبح دارفور آمنه ولا حتى أقل سوءً عما كانت عليها في السابق.لقد كان الإتحاد الأفريقي أميناً مع نفسه حينما أعلن ضعف أمكاناته وقدراته المالية واللوجستيه للقيام بمهمته في حماية أهل دارفور . فنسق مع المنظمة الدولية على تحويل مهمة قواته الى قوات (الأمم المتحدة) . فهي الأقدر مالياً والأكفأ مهنياً وفنياً ... إلا أن القيادة السياسية للحكومة المتمثلة في صقور المؤتمر الوطني رفضت تماماً دخول قوات (الأمم المتحدة) الى دارفور . ذلك رغم وجود هذه القوات في مناطق أخرى من البلاد( كجبال النوبة - النيل الأزرق- الجنوب - كسلا – الأبيض , وحتى في الخرطوم!) فما الذي يمنع دخول قوات الأمم المتحدة بغرض حماية أهل دارفور؟ هل ثمة دواعي وطنيه أو عقدية تميز دارفوروأهل دارفورعن باقي أنحاء الوطن ؟ أم أن الأمر متعلق بالخوف عن كشف الذي يظنونه مستوراً ومخفياً عن الشعب السوداني حتى الآن من قتل جماعي ومقابر جماعية وأرض محروقة على طول وعرض دارفور ؟أننا نخاطب الشعب السوداني في أريافه ومدنه وكل مواقعه السياسية والأجتماعية والمدنية ونحن واثقون بأن محاولات تزييف الحقائق وإخفاء الواقع الموضوعي لما دار ويدور الآن في أرض دارفور سوف لن ينطلي عليهم .. نحن واثقون من حصافة شعبنا ومن حسن طويته وسلامة وجدانهنخاطبهم ونقول لهم : أن أهلكم في دارفور قد أذلوا وأهينوا وأضطهدوا على طغمة الإنقاذ : دمرت ديارهم ومازالت تدمر حرقت منازلهم ومازالت تحرق , أنتهكت أعراضهم وما زالت تنتهك نهبت وسلبت ممتلكاتهم وحرموا من كل مصدر من مصادر المعيشة والحياة .وأصبح أعتمادهم على ما توفره لهم منظمات الإغاثة الأجنبية من لقمة تعينهم على البقاء أحياء .. هذا في الوقت الذي تنفق فيها الحكومة على إنشاء شركات خاصه بهم من أموال البترول وعلى إنشاءات التنمية من سدود وطرق (بمناطق الحظوة) الوسط والشمال النيلي .. وكم تمنينا أن يتم إطعام أهل دارفور وإسكانهم أولاً , وتعويضهم عما فقدوه أسوةً بأولئك الذين عوضوا من خزينة الدولة عن كل شجرة وغرس , و منازل جديدة وحديثة عوضاً عن تلك التي تغمرها مياه السدود !! أننا نسعد بأن جزء من شعبنا موعود بالأعمار والإنطلاق نحومستقبل أفضل .. لكن يعصرنا الحزن أن يكون نصيب أهلنا في دارفور (ميتة وغراب ديار) وبيد الحكومة لماذا يعاني أطفال دارفور الرعب والجوع والمرض والموت المجاني .. ويصبح بقاءهم على قيد الحياة مرتبط بما يجود به (الأجانب والنصارى ) من صدقات ؟• هل حمل السلاح ضد الحكومة من قبل بعض من الشباب في دارفور يستدعي إبادة أهل دارفور ؟• هل التمرد المسلح ينتقص من عدالة قضية أهل دارفور وحقهم الديني والوطني والإنساني ؟• نحن فعاليات دارفور المذكورين أدناه نطالب بحماية أهلنا حماية تبعد عن أطفالنا الرعب الذي إستوطن دواخلهم , والنساء من التهجم والإغتصاب والعنف اللا إنساني .• نطالب بعودتهم الطوعية وبكامل رغبتهم وإرادتهم عودة كريمة الى ديارهم التي هجروا منها قسراً وعنفاً.• نطالب بتعويضهم تعويضاً مجزياً عما فقدوه , وتلك مسئولية الدولة التي أوصلتهم الى ما هم فيه من شقاء ومحنة.• نطالب بمحاسبة من أرتكبوا هذه الجرائم في حقهم في محكمة الجنايات الدولية ليلقوا جزاءهم , ولا كبير على الحق والعدل .• نعتبر حماية أهل السودان في دارفور أولوية وطنية قصوى ونأمل أن يتحمل كل فرد راشد في هذا الوطن مسئوليته الدينية والوطنية والأخلاقية تجاه أزمة دارفور .• نناشد أخوتنا حملة السلاح بالتماسك ووحدة الصف.• نخاطب طرفي التفاوض في أبوجا بأننا نسعى الى خلق رأي عام ضد الحرب وبشاعتها , وضد المروجين لها . ونناشدهم بالإسراع في الوصول الى تحقيق أهداف جوهرية في هذه المفاوضات تحدث تحولاً قطعياً عما كان عليه قبل الحرب وتوفر لشعبنا قدر من التراضي الأجتماعي الحقيقي وعدالة إجتماعية كاملة (فشأن السلام من شأن التراضي الأجتماعي والعدالة الأجتماعية) .• في الختام نشكر المجتمع الدولي و منظماته الإنسانية للجهد الإنساني لنجدة إنسان دارفور .
• الموقعون :-
• منبرأبناءدارفور للحواروالتعايش السلمي
• هيئة محامي دارفور
• رابطة إعلامي دارفور
• طلاب دارفور 1
. _______
2. __________
• منبر المرأة الدارفوري• شبكة منظمات دارفورالتطوعية

Monday, March 13, 2006

COMMUNIQUÉ OF THE 46TH MEETING OF THE PEACE AND SECURITY COUNCIL

COMMUNIQUÉ OF THE 46TH MEETING OF THE PEACE AND SECURITY COUNCIL
The Peace and Security Council (PSC) of the African Union (AU), at its 46th meeting, held on 10 March 2006, adopted the following decision on the situation in Darfur,Council,
1. Takes note of the Report of the Chairperson pursuant to paragraph 5 of the PSC Communiqué PSC/PR/Comm.(XLV) of 12 January 2006 on the situation in Darfur[PSC/MIN/2(XLVI)];
2. Decides to support in principle the transition from AMIS to a UN Operation, within the framework of the partnership between AU and the United Nations in the promotion of peace, security and stability in Africa;
3. Decides to extend the mandate of AMIS until 30 September 2006 to undertake the following:• contribute to the improvement of the general security situation, provide a secure environment for the delivery of humanitarian assistance and the return of IDP and refugees, and contribute to the protection of the civilian population in Darfur,• monitor and observe the compliance of the parties with the N’djamena Humanitarian Ceasefire Agreement of 8 April 2004 and the Abuja Protocols of 9 November 2004 and all such agreements in the future, and• assist in the process of confidence building;
4. Decides that, during the period mentioned above, every effort should be made to (a) ensure the early conclusion of a peace agreement at the ongoing 7th Round of the Inter-Sudanese Peace Talks that opened in Abuja since 29 November 2005, (b) improve the security, humanitarian and human rights situation on the ground, and (c) address the crisis in the relations between Chad and Sudan:a) In order to achieve the conclusion of a peace agreement at the Abuja Peace Talks, Council:i) Demands that the parties demonstrate their commitment to bring the conflict in Darfur to an end by making rapid progress on the outstanding issues at the Talks, as they relate to power sharing, wealth sharing and security arrangements,ii) Urges the facilitators and the observers at the Abuja Peace Talks to lend a closer cooperation to the AU Mediation Team and to intensify their efforts to persuade the Sudanese parties to make compromise on the outstanding issues,iii) Stresses the need for increased engagement at the highest level by African leaders and other stakeholders, to bring the parties to honour their commitments and negotiate in good faith with a view to ending violence in Darfur and concluding a peace agreement by the end of April 2006,b) In order to improve the security, humanitarian and human rights situation, Council:i) Requests the Commission to immediately take all necessary steps for the consistent, flexible, broad and robust interpretation of the mandate provided for in paragraph 3 above and the tasks deriving thereof as spelt out in Communiqué PSC/PR/Comm.(XVII) adopted at its 17th meeting held on 20 October 2004 and in light of the Conclusions [MSC/EXP/Con.(III)] of the 3rd meeting of the Military Staff Committee (MSC) held on 25 April 2005 as endorsed by the 28th meeting of the PSC held on 28 April 2005 [PSC/PR/Comm.(XXVIII)], in order to ensure a more forceful protection of the civilian population,ii) Further requests the Commission to vigorously pursue its efforts towards reaching, as quickly as possible, the authorized strength of AMIS i.e. 6,171 military personnel, with an appropriate civilian component, including up to 1,560 police personnel,iii) Also requests the Commission to take all necessary steps for the full implementation of the recommendations made by the AU-led Assessment Mission that visited Darfur from 10 to 20 December 2005, in order to enhance the capacity of AMIS in the short and medium terms, in particular with respect to operational and tactical planning, command and control, protection of civilians, joint operations management, training, use of personnel and civil military coordination,iv) Demands that the parties cease all acts of violence and atrocities on the ground, particularly those committed against the civilian population, humanitarian workers and agencies and AMIS personnel, and to fully comply with their commitments under the N’djamena Humanitarian Ceasefire Agreement of 8 April 2004 and the Abuja Protocols on Humanitarian and Security Issues of 9 November 2004, as well as with the decisions of the Joint Commission and relevant resolutions and decisions of the United Nations Security Council and the PSC. In particular, Council, once again, demands that:• the Government of the Sudan refrains from conducting hostile military flights in and over the Darfur region, expeditiously implement its stated commitment to neutralize and disarm the Janjaweed/armed militias, and identify and declare those militias over whom it has influence and ensure that these militias refrain from all attacks, harassment and intimidation,• the Justice and Equality Movement (JEM) and the Sudan Liberation Movement/Army (SLM/A) provide AMIS with the required information to enable it determine clearly the sites occupied by the forces on the ground, ensure the security of commercial activities in the areas occupied by their forces and, regarding specifically the SLM/A, withdraw its forces from contentious areas such as Graida,v) Urges the parties to cooperate fully with AMIS and to do all in their power to guarantee the safety of the members of the Mission to enable it to effectively discharge its mandate and guarantee AMIS and the humanitarian agencies unrestricted access,vi) Urges the parties, pending the conclusion of a peace agreement, to contain the ever-deteriorating security situation on the ground by agreeing to the enhanced Humanitarian Ceasefire Agreement proposed to them by the AU-led Mediation Team, which, among others, provides for the strengthening of the mandates of the existing Ceasefire and Joint Commissions,vii) In the interim, authorizes the AU Commission to convene an emergency Joint Commission meeting in Addis Ababa, to be chaired by the Special Representative of the Chairperson of the Commission to the Sudan, to further deliberate on the precarious security situation and take the necessary and appropriate measures against any party that is found responsible for the escalation of violence and tension in Darfur,viii) Appeals to the international community to continue to provide humanitarian assistance to the affected population in Darfur, as well as to the refugees and host communities in Chad,ix) Urges the Government of the Sudan and the rebel movements, to cooperate with the Office of the Prosecutor of the International Criminal Court (ICC) as called for by UN Security Council Resolution 1593 (2005) of 31 March 2005 and to take all necessary steps to combat impunity to ensure lasting peace and reconciliation in Darfur, and requests the Commission to cooperate with the ICC,c) In order to effectively address the crisis in the relations between Chad and Sudan, Council:i) Urges the Government of Chad and Sudan to fully implement the commitments made and to facilitate the work of the existing mechanisms that have been agreed upon in the Declaration and Agreement signed in Tripoli in February 2006. Council endorses the Tripoli Declaration and the Agreement,ii) Requests the Facilitators of the Tripoli Agreement to remain actively engaged in the efforts to defuse the tension on the ground and normalize the relations between Chad and the Sudan and ensure the effective functioning of the existing mechanisms agreed upon in the Tripoli Declaration and Agreement,iii) Further requests the Commission to take all necessary steps and extend all necessary assistance to contribute to the implementation of the Tripoli Declaration and Agreement. Council also requests the Commission to prepare and submit proposals on how best AMIS can assist in the implementation of the Tripoli Declaration and Agreement, including the necessary adjustment to its current mandate;
5. Reiterates that, given the progress made in the initial stabilization phase of Darfur and the ongoing efforts to conclude a peace agreement, steps should be taken to sustain the peace support operation in Darfur in 2006 and beyond, bearing in mind the requirements for an increased integration of the different aspects of the peace efforts. In this respect, Council welcomes the adoption by the Security Council, on 3 February 2006, of Presidential Statement S/PRST/2006/5 commending the efforts of the AU and requesting the Secretary-General to initiate contingency planning without delay, in close and continuing consultation with the Security Council, and in cooperation and close consultation with the parties to the Abuja Peace Talks, including the Government of National Unity, on a range of options for a possible transition from AMIS to a UN operation. Council takes note of the announcement by the Sudanese Government that Sudan is prepared to accept the deployment of a UN operation in Darfur after and as part of the conclusion of a peace agreement at the Abuja Talks. Consequently, Council requests the Chairperson of the Commission to continue his consultations with the United Nations, the Government of Sudan and other stakeholders on the modalities of the transition. Council further requests the Chairperson of the Commission to work closely with the United Nations Secretary-General on joint planning towards that end;
6. Stresses that the transition from AMIS to a UN operation in Darfur should be informed by the following:• The preparedness of the Government the Sudan to accept the deployment of a UN operation in Darfur,• That the decision on the mandate and size of any future UN peacekeeping operation in Darfur is informed by the evolving situation on the ground. In this respect, a successful outcome of the Abuja Peace Talks and a significant improvement in the security and humanitarian situation on the ground will be key factors in any decision by the UN Security Council on the nature of the peacekeeping operation in Darfur,• That the African character of the mission, including through its composition and leadership, is maintained in order, as much as possible, to secure the cooperation of all the parties, which is necessary to achieve a lasting solution to the conflict in Darfur,• That the lead role of the African Union in the overall Darfur peace process is maintained, including the conduct of the Abuja Peace Talks and the Darfur-Darfur dialogue and consultation provided for by the Declaration of Principles (DoP) signed in Abuja on 5 July 2005, as well as in the implementation of existing and future agreements between the parties,• That, during and after the transition, consultations are maintained between the AU and UN, including between the PSC and the UN Security Council, as well as between the Chairperson of the Commission and the Secretary-General of the United Nations, particularly prior to any decision by the UN Security Council regarding the envisaged UN peacekeeping operation in Darfur;
7. Recommends the establishment of a Committee of ######### of States and Government, including the Current Chairman of the AU, the immediate past Chairman, the Chairperson of the PSC, and the Chairperson of the Commission, as well as any other Head of State and Government the Current Chairman of the AU may wish to involve, to engage the Sudanese authorities and other stakeholders on how best to expedite the peace process in Darfur and on the transition;
8. Reiterates its appeal to the AU partners to provide all the necessary financial and logistical support to sustain AMIS until 30 September 2006, as well as support the ongoing Abuja Talks. In this respect, Council welcomes the envisaged convening of a pledging conference in Brussels, with the support of the United Nations and the European Union;
9. Calls for an immediate end to all acts aimed at inciting demonstrations against the international community, in particular the United Nations, as well as to the unacceptable and defamatory characterization of AMIS;
10. Emphasizes the critical role of the United Nations Security Council in holding accountable those impeding the peace process and committing human rights violations;
11. Decides to remain actively seized of the matter.