نعم وداعأ للسلاح و الي الأبد .. لكن الثورة يجب ان تستمر ..
نعم وداعأ للسلاح و الي الأبد .. لكن الثورة يجب ان تستمر ..
محمدين محمد اسحق ..
في العام 1990 حينما انهزم رئيس نيكارجوا الاسبق دانيال أورتيجا من قبل سيدة مغمورة هي فيوليتا شامورو و التي قتل ثوار الساندونستا زوجها وقت ثورتهم ..قال اورتيجا انهزمنا لأننا توجهنا الي صناديق الاقتراع و المسدس مصوب الي رؤوسنا
و كان يقصد الضغوطات التي كانت تتعرض لها بلاده من قبل الولايات المتحدة الامريكية ..الحال في أبوجا هذه الأيام يشبه الي حد ما ما تعرض له ثوار الساندونسيتا مع بعض الاختلافات الظرفية و الموضوعية ..
توقيع حركة تحرير السودان بقيادة مني أركوي مناوي علي اتفاقية السلام المقدمة من قبل الاتحاد الافريقي يوم الخميس 5/5/2006 اصاب البعض بالصدمة خاصة انصار حركات دارفور وهذه الصدمة تحولت الي حالة غضب هستيري (نبيل) لها ما يبررها .. ابناء دارفور أصحاب الوجعة علقوا آمالأ عريضة علي هذه الثورة و علي قياداتها ..ربما وصلت الي درجة التنزيه و القداسة و العصمة لدي البعض من هؤلاء .. ولذا كانت هذه الصدمة وهذا الغضب الذي وصل الي درجة وصف مناوي بخيانة اهل دارفور ..وهو وصف مهما كان الاختلاف مع مواقف الرجل لا ينبغي اطلاق هذه الصفة عليه ..مثلما لا يجب ان يطلق علي اي من قيادات الحركات الاخري مثل هذه الاوصاف ..
نقطة أخري تقال هنا ..هذه الاتفاقية وبشكلها هذا لم تكن وليدة الصدفة و المفاجأة .. فاعلان المبادئ الذي وقع العام الماضي هو الذي وضع سقف مطالب أهل دارفور و حدد اطر النقاش في جولات التفاوض التي تلت ذلك ..اذأ فيما الدهشة ..فهذا ليس زمن
العصا التي تضرب البحر فتسلك ارضأ يبسأ .. وليس وقت الحجارة التي تتفجر ماء .. هذا زمن تحصد فيه ما زرعته ..
ليس بكاء علي اللبن المسكوب لكن قضية دارفور أطرت في هذه الحلقة الضيقة يوم ان اختلفت اهواء و اراء قيادات الثورة ..
لا شئ استجدّ ..اللهم الا ان تشرق الشمس غربأ ..
هناك امتعاض وغضب من الوسطاء وورقتهم التي قدمت ...هؤلاء في نهاية الأمر (اجاويد) يقربون بين وجهات النظر المختلفة هم نظروا الي المطالب التي قدمت من قبل وكلاء نا .. ونظروا الي المطالب التي قدمتها الحكومة . نتاج الاخذ من هذا و من ذاك هوهذه الورقة التي قدمت .. ما الغريب اذأ .. هذه يعرفها الكل في جويدية الشجرة و (الدرا) ..
ما حدث قد حدث .. علي ابناء دارفور تجاوز ما فات و التعامل بموضوعية ..فمن الصعوبة بمكان تخيل ان تقوم حركة تحرير السودان السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور وحركة العدل و المساواة بقيادة د.خليل ابراهيم بمواصلة عملية الكفاح المسلح بعد انتهاء هذه الجولة من المفاوضات .. خيار الثورة المسلحة يعني الانتحار السياسي و العسكري لكلاهما ..اذا التوقيع علي الاتفافية اسوة بفصيل مني هوالحل المعقول و المتوقع من قيادات حركة التحرير و حركة العدل و المساواة ..
يجب الخروج الأن من سرادق بكاء ابوجا و مواصلة الثورة و النضال من اجل حقوق اهل دارفور ..خاصة تلك التي لم تجد الانصاف .. فالثورة والنضال ليس بندقية و بارودة فقط ..تحديات ما بعد الثورة المسلحة اكثر وأكبر .. الثورة المدنية غير المسلحة يجب ان تستمر ..و اليات ذلك كثيرة ..حتي لاؤلئك الذين يعارضون هذه الاتفاقية يمكن لهم مواصلة الثورة دون البندقية ..و يمكن لهم ان ينتصروا ايضأ ..
و يبقي التحدي الأكبر هو وحدة حركات دارفور في مرحلة ما بعدابوجا علي الاقل في الأطر التنسيقية ..و هنا ينبغي الاشارة الي ان التصريحات التي صدرت بخصوص ان هذا فصيل أكبر و ذاك فصيل اصغر تعتبر غير موفقة بالمرة و في هذا الوقت بالتحديد .. القوة العسكرية ليست تعني انتصارأ دائمأ ..و لا تعني حقأ مطلقأ .. فاليابان المهزومة في الحرب العالمية انتصرت بعد ذلك اقتصاديأ و تقنيأ و غيرت مفاهيم الانتصار و الهزيمة ..
هذا المثال قد يأتي من يجادل فيه .. دعنا نرجع الي مثال ثوار الساندونيستا فهو الأقرب هنا ..فهم قدنجحوا في الاطاحة بحكومة دكتاتور نيكاراقوا (انستازيو سوموزا) في ثورة مسلحة في العام 1979 ..و حكم قائد الثوار البلاد و لمدة عشر سنوات في فترة شهدت انتخابات قاطعتها الاحزاب الاخري ..ولم تشهد البلاد استقرارأ في هذه السنوات فقد استمرت الحرب الاهلية .. وهذه المرة كانت الثورة يمينية مدعومة امريكيأ ..وحينما شهدت البلاد اول انتخابات ديمقراطية انهزم ثوار الساندونيستا .. و لم يعودوا الي الحكم مرة اخري حتي اليوم ..ولم يشفع لهم انهم خلصوا نيكارجوا من حكم دكتاتور طاغية ومتسلط مثل سوموزا .. و لم تجد نفعأ الشعارات التي رفعوها مثل أنهم حركة جماهيرية و ثورة تحرير أتت من أجل الجماهير ..
الثورة المسلحة هنا في هذه الحالة انهزمت يوم ان عادت الي الجماهيرالذين قالت انها قاتلت من أجلهم .. ثوار دارفور يخطئون اذا ظنوا بعد الأن ان البندقية و الاتفاقية تحقق لهم الانتصار الدائم و الشرعية الأبدية .. وسينهزمون مثلما انهزم الساندونسيتا اذا ساد مفهوم الثوري الأقوي و الثوري الأضعف و ذلك في محك اول تجربة ديمقراطية ...
محمدين محمد اسحق ..
في العام 1990 حينما انهزم رئيس نيكارجوا الاسبق دانيال أورتيجا من قبل سيدة مغمورة هي فيوليتا شامورو و التي قتل ثوار الساندونستا زوجها وقت ثورتهم ..قال اورتيجا انهزمنا لأننا توجهنا الي صناديق الاقتراع و المسدس مصوب الي رؤوسنا
و كان يقصد الضغوطات التي كانت تتعرض لها بلاده من قبل الولايات المتحدة الامريكية ..الحال في أبوجا هذه الأيام يشبه الي حد ما ما تعرض له ثوار الساندونسيتا مع بعض الاختلافات الظرفية و الموضوعية ..
توقيع حركة تحرير السودان بقيادة مني أركوي مناوي علي اتفاقية السلام المقدمة من قبل الاتحاد الافريقي يوم الخميس 5/5/2006 اصاب البعض بالصدمة خاصة انصار حركات دارفور وهذه الصدمة تحولت الي حالة غضب هستيري (نبيل) لها ما يبررها .. ابناء دارفور أصحاب الوجعة علقوا آمالأ عريضة علي هذه الثورة و علي قياداتها ..ربما وصلت الي درجة التنزيه و القداسة و العصمة لدي البعض من هؤلاء .. ولذا كانت هذه الصدمة وهذا الغضب الذي وصل الي درجة وصف مناوي بخيانة اهل دارفور ..وهو وصف مهما كان الاختلاف مع مواقف الرجل لا ينبغي اطلاق هذه الصفة عليه ..مثلما لا يجب ان يطلق علي اي من قيادات الحركات الاخري مثل هذه الاوصاف ..
نقطة أخري تقال هنا ..هذه الاتفاقية وبشكلها هذا لم تكن وليدة الصدفة و المفاجأة .. فاعلان المبادئ الذي وقع العام الماضي هو الذي وضع سقف مطالب أهل دارفور و حدد اطر النقاش في جولات التفاوض التي تلت ذلك ..اذأ فيما الدهشة ..فهذا ليس زمن
العصا التي تضرب البحر فتسلك ارضأ يبسأ .. وليس وقت الحجارة التي تتفجر ماء .. هذا زمن تحصد فيه ما زرعته ..
ليس بكاء علي اللبن المسكوب لكن قضية دارفور أطرت في هذه الحلقة الضيقة يوم ان اختلفت اهواء و اراء قيادات الثورة ..
لا شئ استجدّ ..اللهم الا ان تشرق الشمس غربأ ..
هناك امتعاض وغضب من الوسطاء وورقتهم التي قدمت ...هؤلاء في نهاية الأمر (اجاويد) يقربون بين وجهات النظر المختلفة هم نظروا الي المطالب التي قدمت من قبل وكلاء نا .. ونظروا الي المطالب التي قدمتها الحكومة . نتاج الاخذ من هذا و من ذاك هوهذه الورقة التي قدمت .. ما الغريب اذأ .. هذه يعرفها الكل في جويدية الشجرة و (الدرا) ..
ما حدث قد حدث .. علي ابناء دارفور تجاوز ما فات و التعامل بموضوعية ..فمن الصعوبة بمكان تخيل ان تقوم حركة تحرير السودان السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور وحركة العدل و المساواة بقيادة د.خليل ابراهيم بمواصلة عملية الكفاح المسلح بعد انتهاء هذه الجولة من المفاوضات .. خيار الثورة المسلحة يعني الانتحار السياسي و العسكري لكلاهما ..اذا التوقيع علي الاتفافية اسوة بفصيل مني هوالحل المعقول و المتوقع من قيادات حركة التحرير و حركة العدل و المساواة ..
يجب الخروج الأن من سرادق بكاء ابوجا و مواصلة الثورة و النضال من اجل حقوق اهل دارفور ..خاصة تلك التي لم تجد الانصاف .. فالثورة والنضال ليس بندقية و بارودة فقط ..تحديات ما بعد الثورة المسلحة اكثر وأكبر .. الثورة المدنية غير المسلحة يجب ان تستمر ..و اليات ذلك كثيرة ..حتي لاؤلئك الذين يعارضون هذه الاتفاقية يمكن لهم مواصلة الثورة دون البندقية ..و يمكن لهم ان ينتصروا ايضأ ..
و يبقي التحدي الأكبر هو وحدة حركات دارفور في مرحلة ما بعدابوجا علي الاقل في الأطر التنسيقية ..و هنا ينبغي الاشارة الي ان التصريحات التي صدرت بخصوص ان هذا فصيل أكبر و ذاك فصيل اصغر تعتبر غير موفقة بالمرة و في هذا الوقت بالتحديد .. القوة العسكرية ليست تعني انتصارأ دائمأ ..و لا تعني حقأ مطلقأ .. فاليابان المهزومة في الحرب العالمية انتصرت بعد ذلك اقتصاديأ و تقنيأ و غيرت مفاهيم الانتصار و الهزيمة ..
هذا المثال قد يأتي من يجادل فيه .. دعنا نرجع الي مثال ثوار الساندونيستا فهو الأقرب هنا ..فهم قدنجحوا في الاطاحة بحكومة دكتاتور نيكاراقوا (انستازيو سوموزا) في ثورة مسلحة في العام 1979 ..و حكم قائد الثوار البلاد و لمدة عشر سنوات في فترة شهدت انتخابات قاطعتها الاحزاب الاخري ..ولم تشهد البلاد استقرارأ في هذه السنوات فقد استمرت الحرب الاهلية .. وهذه المرة كانت الثورة يمينية مدعومة امريكيأ ..وحينما شهدت البلاد اول انتخابات ديمقراطية انهزم ثوار الساندونيستا .. و لم يعودوا الي الحكم مرة اخري حتي اليوم ..ولم يشفع لهم انهم خلصوا نيكارجوا من حكم دكتاتور طاغية ومتسلط مثل سوموزا .. و لم تجد نفعأ الشعارات التي رفعوها مثل أنهم حركة جماهيرية و ثورة تحرير أتت من أجل الجماهير ..
الثورة المسلحة هنا في هذه الحالة انهزمت يوم ان عادت الي الجماهيرالذين قالت انها قاتلت من أجلهم .. ثوار دارفور يخطئون اذا ظنوا بعد الأن ان البندقية و الاتفاقية تحقق لهم الانتصار الدائم و الشرعية الأبدية .. وسينهزمون مثلما انهزم الساندونسيتا اذا ساد مفهوم الثوري الأقوي و الثوري الأضعف و ذلك في محك اول تجربة ديمقراطية ...
0 Comments:
Post a Comment
<< Home