news & views

Monday, April 03, 2006

ورقة الاستاذة هنادى فضل المقدمة فى مؤتمر النديم حول اشكال التعذيب فى السودان

أشكال التعذيب في السودان
خلفية جغرافيا وسياسية
يقع السودان في الجزء الشمالي الشرقي لأفريقيا ويحتل جزء كبير في وادي النيل يحده شمالا مصر وليبيا وجنوبا الكنغو أوغندا وغربا أفريقيا الوسطى وشرقا البحر الأحمر وارتريا وإثيوبيا يقع في مساحة 2,5 مليون كيلومتر مربع يقطن بها 31 مليون نسمة يتجمعون على المناطق الريفية وتتميز التركيبة السكانية بالتعددية الثقافية والعرقية والدينية .
خلفية سياسية
شهد السودان منذ استقلاله 1956 والى 1989 ثلاثة انقلابات ديكتاتورية عسكرية (عبود 58 إلى 64 ونميري 1969 إلى 85 ومن 89الى ألان ) بالإضافة لحروب ونزاعات مسلحة في جنوب السودان وغربه وشرقه على الرغم من أن عمليات العنف والتعذيب كانت مصاحبة لكل الدكتاتوريات المذكورة ورغم أن الإنسان السوداني يختزن في ذاكرته وخبراته أشكال من التعذيب عن الفترات المذكورة إلى أن الطغمة الإسلامية الحاكمة كانت البداية الحقيقية لانتهاكات حقوق الإنسان الأساسية ، ابتدرت إجراءاتها القمعية بإعدام ثلاثة من تجار العملة واعدام28 ضابط استشهد من اثر التعذيب في المعتقلات د. على فضل وأشعلت حرب جهادية وعرقية في جنوب السودان وزجت بالأطفال في هذه الحروب أيضا حرب عرقية وابادة جماعية وهجمات منهجية ومنظمة وإعدامات واغتصابات وسحل وحرق في دارفور وأيضا حرب عرقية في شرق السودان , حلت الدستور والأحزاب والنقابات والجمعيات واستهدفت حق .المواطنين في التنظيم والتعبير وحظرت الصحف وأعلنت حالة طؤاري .وتنامت أخبار انتهاكات حقوق الإنسان إلى المجتمع الدولي بمنظماته الحكومية وغير الحكومية فتحرك المجتمع الدولي للتصدي لهذه الانتهاكات ونتيجة لذلك قامت الأمم المتحدة بتعين مقرر خاص لرصد وضعية حقوق الإنسان في السودان وكذلك أرسل مقرر الأمم المتحدة المعني بالتعذيب المناشدات العجلة وذكر في تقريره ان التعذيب يمارس بصفة معتادة في السودان وجاء تقرير هيومن رايتس وتش الأخير بتورط الحكومة السودانية في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور .
أشكال التعذيب
و يقصد "بالتعذيب" وفقا لتعريف اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد ،جسديا كان أم عقليا،يلحق عمدا بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص،أو من شخص ثالث،على معلومات أو على اعتراف ،أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في انه ارتكبه ،هو أو شخص ثالث أو تخويفه أو إرغامه هو أو أي شخص ثالث - أو عندما يلحق مثل هذا الألم أو العذاب لاى سبب يقوم على التمييز أيا كان نوعه،أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص يتصرف بصفته الرسمية ولا يتضمن ذلك الألم أو العذاب الناشئ فقط عن عقوبات قانونية أو الملازم لهذه العقوبات أو الذي يكون نتيجة عرضية لها.*يعد التعذيب من أبشع أنوع العنف التي يتعرض لها الإنسان وذلك ما لما يترتب عليها من أثار اجتماعية وجسدية ونفسية وانعاكسها السلبي على التنمية البشرية
.يستخدم النظام الإسلامي في السودان العنف كوسيلة لإرهاب مواطنيها ولخضوعهم لها وضمان الاستمرارية في السلطة ونهب الثروات وفي هذا الإطار اخذ النظام في ابتداع وتطوير أشكال للتعذيب المعروفة إبان الديكتاتوريات السابقة .سأتطرق لأشكال التعذيب في السودان مستعينة بخبرة شخصية وبعض شهادات ضحايا التعذيب في السودان مستعينة بكتاب التعذيب في السودان لمركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب بتقارير و بنشرات منظمتي هيومن رايتس وتش ومنظمة العفو الدولية وهي على سبيل المثال لا الحصر :-
1.
التعذيب أثناء الاعتقال
:• الضرب المبرح المفضي للإعاقة
• الإهانة أمام أفراد الأسرة وبمفردات بذئية•
الحجز الانفرادي في أوضاع غير إنسانية •
الحجز الجماعي في مساحات ضيقة •
الوقوف لفترات طويلة •
التقييد في أوضاع مختلفة الشبع في أوضاع مؤلمة •
الإجبار على شرب كميات من المياه مع الحرمان من قضا الحاجة •
الحرمان من النوم •
إغراق الرأس في الماء •
سكب الماء البارد انتزاع الأظافر •
الصعق الكهربائي •
استنشاق محاليل (الشطة )أنوع التعذيب الجنسي •
التحرش الجنسي •
الاغتصاب أمام الأقارب •
إدخال سلك معدني في القضيب الذكري •
الضرب المبرح في الجهاز التانسلي التهديد باغتصاب أفراد الأسرة.
و بمقتضى الميثاق وخاصة المادة (55) التي تعزيز احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وبمراعاة المادة (5 )من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة (7 )من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وكلتاهما تنص على عدم جواز تعرض أحد للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ، ومراعاة أيضا لإعلان حماية جميع الأشخاص من التعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ،الذي اعتمدته الجمعية العامة في 9 كانون الأول/ ديسمبر 1975، يقع الواجب على عاتق المجتمع والمنظمات الإنسانية في العالم قاطبة زيادة فعالية النضال ضد التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية في العالم قاطبة
وفي السودان خاصة, وخاصة ان السودان وقع وصادق العهدين الدوليين اتفاقية حقوق الطفل ووقع السودانية على اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة من دون أية تحفظات عليه ولكل ما تقدم أوصي بالاتي لوضع حد للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة بالسودان :
• ينبغي على الحكومة السودانية إلغاء المادة 31 من قانون قوات الأمن القومي لوضع حد للاعتقال بمعزل عن العالم الخارجي وضمان مثول جميع المعتقلين أمام قاضٍ دون إبطاء؛ •
وفقاً للمعاهدات الدولية التي صادقت عليها الحكومة السودانية، يجب السماح لجميع الموقوفين أو المعتقلين بمقابلة أفراد العائلة والمحامين دون إبطاء؛ •
يجب أن يحصل المعتقلون على الرعاية الطبية إذا كانوا بحاجة إليها؛ ويجب السماح لأطباء مستقلين أيضاً بزيارة المعتقلين؛ •
من أجل ضمان عدم تعرضن المعتقلين للتعذيب أو سوء المعاملة، ينبغي السماح لأعضاء النيابة والقضاة ولهيئة تفتيش مستقلة بزيارة جميع مراكز الاعتقال، بما فيها تلك الخاضعة للأمن العسكري؛ •
يجب على الحكومة أن تصدر بياناً علنياً تقول فيه إن التعذيب أو أي ضرب آخر من سوء المعاملة ممنوع في أي مركز اعتقال وأن ممارسيه سيُلاحقون قضائياً؛ •
يجب رفع الحصانة من المقاضاة عن الأمن القومي والواردة في المادة 33 من قانون الأمن القومي؛ •
يجب إجراء تحقيق فوري في أية شكوى حول إساءة المعاملة تُقدَّم ضد أي عضو في قوات الأمن. وفي حال توافر أدلة كافية، فإن كل من يتبين أنه استخدم التعذيب أو أمر باستخدامه يجب أن يُقدَّم إلى العدالة وفق المعايير الدولية للعدالة ومن دون اللجوء إلى عقوبة الإعدام؛ •
يجب أن تقدم السلطات المختصة تعويضاً لضحايا التعذيب فضلاً عن العلاج الطبي وإعادة التأهيل؛ •
ينبغي أن تضمن السلطات المختصة مراعاة القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء ومجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن. •
ينبغي أن تصادق الحكومة السودانية على اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة من دون أية تحفظات. التوصيات المتعلقة بدارفور •
يجب على الحكومة أن تحمي جميع سكان دارفور من الهجمات؛ ويجب تقديم المتهمين بمهاجمة الآخرين إلى المحاكمة في محاكمات عادلة من دون تطبيق عقوبة الإعدام؛ •
يجب أن تحاول الحكومة تسوية النـزاع عن طريق إجراء مباحثات مع زعماء مختلف الجماعات العرقية والمجتمع المدني في دارفور والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في المنطقة؛ ويجب أن يرتكز حل النـزاع على احترام حقوق الإنسان والمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان. •
يجب أن تسمح الحكومة بتشكيل لجنة تحقيق دولية تضم أشخاصاً مشهوداً لهم بالاستقامة والاستقلالية تنظر في العوامل الكامنة وراء تدهور الوضع في دارفور، وتحقق في التعذيب ، وتقترح الآليات اللازمة لتقديم المتهمين بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان إلى العدالة. •
يجب أن تسمح الحكومة بنشر مراقبين لحقوق الإنسان في جميع المناطق التي تشهد قتالاً في دارفور وأن تمنحهم حق الدخول إليها بدون عراقيل. ويجب إجراء تحقيق كامل ومستقل في أي انتهاك لحقوق الإنسان يرد أن القوات الحكومية أو الجيش الشعبي لتحرير السودان قد ارتكبه ضد المدنيين. وينبغي تقديم المتهمين بارتكاب هذه الانتهاكات إلى العدالة، وفقاً للمعايير الدولية للمحاكمات العادلة ومن دون اللجوء إلى عقوبة الإعدام. •
يجب على السلطات المختصة أن تقدم تدريباً في مجال حقوق الإنسان إلى الموظفين المكلفين بنفاذ القانون وأفراد القوات المسلحة.
هنادي فضل يوسف / محامية24/3/2006
ورقة مقدمة لمؤتمر القاهرة/ مركز النديم

0 Comments:

Post a Comment

<< Home