news & views

Monday, August 01, 2005

سلفا كير يخلف قرنق ومقتل 36 في اضطرابات الخرطوم


سلفا كير يخلف قرنق ومقتل 36 في اضطرابات الخرطوم
اختيار سلفا كير كان متوقعا باعتباره الرجل الثاني في الحركة وقائد جيشها (الفرنسية)اختارت الحركة الشعبية لتحرير السودان اليوم الاثنين سلفا كير مايارديت رئيسا لها خلفا لزعيمها جون قرنق الذي توفي في حادث سقوط طائرة مروحية. وكان كير يشغل موقع نائب رئيس الحركة وقائد جناحها العسكري المعروف باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان.

وقال باغان أمون المسؤول الرفيع بالحركة للصحفيين إن قيادتي الحركة والجيش قررتا بالإجماع تعيين الجنرال كير رئيسا للحركة وقائدا لجيشها، وتوقع أن يؤدي اليمين نائبا أول للرئيس السوداني خلال أسبوعين.

وكانت الحركة قد باشرت اليوم بمدينة نيوسايت (جنوبي السودان) اجتماعا طارئا لبحث أزمة مقتل قائدها الذي ترأس الحركة منذ عام 1983.

وقال مسؤولون في الحركة إن جثة قرنق وضعت مساء اليوم في المقر العام للحركة وتحديدا في منزل محاذ للقاعة التي اجتمع فيها القادة الذين باشروا إعداد مراسم تشييع الزعيم الراحل.

وكان وزير الإعلام السوداني عبد الباسط سبدرات قد أوضح في لقاء مع الجزيرة أن مروحية الرئاسة الأوغندية التي كانت تقل قرنق عقب زيارته الخاصة للرئيس يوري موسيفيني اصطدمت بسلسلة جبال الأماتونغ بسبب سوء الأحوال الجوية، ما أسفر عن مصرع قرنق وستة من مرافقيه إضافة إلى أفراد طاقم المروحية الأوغندية البالغ عددهم سبعة.

عمر البشير أكد أن مسيرة السلام ستتواصل بعد رحيل جون قرنق (الفرنسية)تعهد بالسلام وقد تعهدت الحركة بتطبيق اتفاق السلام الموقع في يناير/كانون الثاني الماضي رغم مقتل زعيمها قرنق.

وأكد نائب زعيم الحركة في مؤتمر صحفي بنيروبي في وقت سابق اليوم أن حركته ستحافظ على وحدتها وتلتزم برؤية قرنق للسلام.

ويرى مراقبون أن وفاة قرنق تضع اتفاق السلام الذي وضع حدا لحرب أهلية اعتبرت الأطول في القارة السوداء على المحك. كما أن تشكيل الحكومة الانتقالية في السودان سيتأخر بعد مقتل قرنق، ما قد يؤثر على مسيرة السلام.

قتلى وحظر تجول وفي التداعيات القومية لمقتل قرنق أصدر والي الخرطوم عبد الحليم إسماعيل المتعافي قرارا بحظر التجول في كافة أنحاء الولاية من الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صباحا بالتوقيت المحلي.

وقد جاء ذلك القرار عقب أعمال الشغب والاضطرابات التي شهدتها العاصمة وخلفت ما لا يقل عن 36 قتيلا بينهم عدد من رجال الشرطة، إضافة إلى سقوط نحو 200 جريح.

وقال وزير الإعلام السوداني إن قوات الأمن تمكنت من فرض النظام وإعادة الهدوء إلى الخرطوم، بعد اندلاع أعمال الشغب.

وأوضح مراسل الجزيرة أن شوارع العاصمة بدت خالية إلا من قوات الأمن، مشيرا إلى أن الوضع في المدينة ما زال متوترا حيث لا تزال سحب الدخان تتصاعد من أماكن متعددة.

وقد امتدت أعمال الشغب إلى جوبا كبرى مدن جنوب السودان، حيث هاجم آلاف السكان محال تجارية ومكاتب تخص شماليين فأحرقوها ونهبوها.

وجاءت عمليات الشغب هذه رغم مناشدة الرئيس البشير الشعب السوداني التزام الهدوء والسكينة والتحلي بالصبر لاجتياز هذا الظرف الذي تمر به البلاد.

وكان البشير قد نعى نائبه قرنق، وأعلن الحداد الوطني في البلاد ثلاثة أيام وفتح الباب لتلقي التعازي في القصر الجمهوري وسفارات بلاده في الخارج.

وأكد البيان الرئاسي أن مسيرة السلام ستظل ماضية نحو غايتها، وأن رحيل قرنق لن يزيد البلاد إلا إصرارا على المضي قدما في هذه المسيرة وتحقيق الاستقرار لشعب السودان.