news & views

Thursday, August 18, 2005

لجنة التحقيق في موت جون قرنق



الخرطوم ـ القدس العربي كمال حسن بخيت: بينما يتوقع ان تبدأ اليوم الخميس لجنة التحقيق في تحطم مروحية الرئاسة اليوغندية التي أدت الي مقتل الزعيم الجنوبي جون قرنق ومرافقيه زيارة الي العاصمة اليوغندية كمبالا.. يتوقع ان يغادر ضباط من الحكومة والحركة الشعبية بمعية الصندوق الأسود الي روسيا بهدف إزاحة الغموض عن مقتل قرنق الذي يعتبره الكثيرون أنه كان لغزاً مثيراً للجدل في حياته وحتي في مماته وان كان بعض المراقبين السياسيين قد عدوه رمزاً للجنوبيين بعد مماته بعيد ان كانوا يختلفون حوله بين مؤيد ومعارض وحتي محارب له بالبندقية. وقبيل أن تقطع زيارة اللجنة التحقيقية برئاسة المحامي الجنوبي ابيل الير ما يثار ببعض الحقائق التي ربما ينجلي معها غباره بدأ الشارع السوداني يقبل علي اعادة قراءة كتاب د. لام اكول الحاصل علي الدكتوراه في الهندسة الكيميائية والقيادي البارز في الحركة الشعبية والجيش الشعبي (بواطن افريقية).. الذي صدر في منتصف التسعينات من القرن الماضي وروي فيه اكول الذي اختلف مع قرنق وعاد مؤخراً اليه ان قرنق كانت تراوده مخاوف من ان يكون هدفاً للاغتيال في كمبالا نفسها عام 1988 عندما دعي اليها مع زعيم دولة مجاورة للسودان ومثيرة للجدل بترتيب من الرئيس اليوغندي موسفيني الصديق المشترك للرجلين ولذلك تجنب الذهاب الي هناك وارسل من يعتذر نيابة عنه وكان وفداً برئاسة لام اكول نفسه الذي التقي موسفيني معتذرا له وعائدا الي قرنق بتقرير ضمنه توصية باهمية الذهاب الي كمبالا.. ولكن رده كان انه لن يذهب اليها لانها ليست آمنة.. واضاف انه في آخر زيارة له لكمبالا انفجرت قنبلة في الفندق الذي كان يقيم فيه بعيد ساعات قليلة من مغادرته له.. كما كان يخشي مخابرات دولة عربية افريقية لها نفوذ قوي في كمبالا ـ هذا ما كتبه لام اكول ونشره الكاتب علي عتباني في صحيفة الرأي العام السودانية ـ ومن خلال روايات عديدة تفتح ملف العلاقة بين موسفيني والزعيم الجنوبي السوداني الراحل جون قرنق والذين تربطهما علاقات زمالة دراسية بسنواتها في تنزانيا وسلاح كرفاق حملا البندقية لمقاومة انظمة بلديهما وما يثار في الخفاء عن عدم رضاء من موسفيني لما تحقق من اتفاق سلام بين الحركة الشعبية والحكومة الحالية في الخرطوم ووفق الاهداف التي ترسمها الدوائر اليوغندية لامتدادات تتوقع ضم الجنوب السوداني الي يوغندا واعتبار الحركة الشعبية ذراعها العسكري لتحقيق هذا الهدف وسحق جيش الرب القوة المسلحة المعادية لنظام موسفيني.. فان الاخير وبما تحقق من اتفاق سلام وبروز لصوت الوحدة في توجهات قرنق ربما يكون قد سعي للتخلص منه وهو ما دفع بقرنق منذ سنوات الي ابداء مخاوفه من كمبالا التي لم تسلم جرته منها وكان حتفه بتحطم طائرة الرئاسة اليوغندية العائد بها من اوغندا نفسها. ومع مضي الوقت الذي من المفترض ان يذيب جليد الأسئلة حول مقتل قرنق أو علي أسوأ الفروض ان يلهي الشارع السوداني المثقل بجراح تداعيات الاحداث التي أعقبت رحيله.. الا ان الواقع يؤشر الي غير ذلك وتزداد الأسئلة وتتجمع حول السؤال الكبير من قتل قرنق؟ ومن له مصلحة في مقتله مع استبعاد الشريك الحاكم في الخرطوم عن أية شبهات حول ما حدث لأن الحكومة السودانية لم تكن تعلم بزيارة قرنق الأخيرة ليوغندا والتي أفصح عنها الرئيس اليوغندي أنها كانت بناء علي طلبه وانه نصح قرنق بأن يمضي ليلته في إحدي البلدات اليوغندية اذا شعر ان الوقت قد تأخر.. وتقطع بعض الأسئلة الصغيرة والهامشية ان من المحتمل ان تكون المروحية قد تعرضت لنيران قوات جيش الرب أو مؤامرة يوغندية. ومع ذلك يبقي السؤال.. من قتل قرنق؟ هل بسقوط الطائرة قضاء وقدرا او بسبب خلل فني.. الأيام القادمة ولجان التحقيق التي شكلتها الحكومة السودانية والحركة الشعبية وغيرها بعد أن ذهبت اشواطاً في تحقيق مهمتها ربما تقطع باليقين الشكوك أ, ربما يكون المجهول بغلق كل الملفات والاكتفاء بنظرات مواطنين بدأوا زيارات لضريح قائد تحول الآن الي رمز كبير لهم.. غدا نواصل عن التصريحات اليوغندية المتضاربة وأهدافها..