وقائع أول ليلة سياسية للحزب الشيوعي السوداني منذ 16 عاماً
وقائع أول ليلة سياسية للحزب الشيوعي السوداني منذ 16 عاماً
الخرطوم – الديوم الشرقية، 27/6/2005
عاش نضال الشعب السوداني
عاش نضال الحزب الشيوعي السوداني
تدشين العمل العلني للحزب نتيجة لنضالات جماهير الشعب السوداني
جماهير الدائرة (23) بالديوم ترحب بالمناضل الأستاذ محمد إبراهيم نقد نائب الدائرة
يتواصل النضال لنيل حقوق التعليم والصحة ولاستقلالية وديمقراطية الحركة النقابية
هذه بعض هتافات حضور الندوة الجماهيرية الحاشدة التي أقامها الحزب الشيوعي السوداني مدشناً نشاطه الجماهيري العلني، وبعض ما نادت به اللافتات التي أحاطت بميدان الاتحاد بالديوم الشرقية، في الندوة التي خاطبها الأستاذ محمد إبراهيم نقد، السكرتير السياسي لسكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، للمرة الأولى منذ 16 عاماً من عمر دكتاتورية نظام الإنقاذ. وقد كانت ليلة على قدر الآمال والتوقعات والطموحات، فقد أقيمت الندوة في ميدان من الميادين القلائل التي لم تمتد إليها أيدي بائعي أرض الوطن من مرتزقة سماسرة الأراضي وأغنياء الجبهة العاطلين عن أي نشاط اقتصادي سوى الأنشطة الطفيلية، وأقيمت في دائرة انتخب سكانها في آخر انتخابات ديمقراطية نزيهة الأستاذ نقد بكل طواعية واختيار، وأحبوه وقدروه وما انفكوا يذكرون من جاء ليخاطبهم في هذه الساحة بأن هذا ليس مكانك ولكنه مكان نقد، وقد بادلهم هذا العرفان فبدأ ندوته ب"مواصلة ما انقطع من مواضيع" على حسب ما ذكر. وقد شهد الندوة أكثر من 5 آلاف شخص من شيوعيين وسياسيين ومواطنين عاديين ملأوا الساحة بأعلام وشعارات الحزب الشيوعي، وحضرها ممثلون لوسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون ومنظمات المجتمع المدني وممثلون للقوى السياسية مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي بأجنحتهما وحزب البعث والتحالف الوطني وممثل للحزب الشيوعي اللبناني، وممثلون للسفارة المصرية، وأسر شهداء الحزب والحركتين الطلابية والجماهيرية.
بدأت الليلة بكلمة من الأستاذ أسامة حسن من أعضاء الحزب الشيوعي السوداني بمدينة الخرطوم، الذي رحب بالجميع وترحم على شهداء نضال الشعب السوداني، وتحدث عن هموم الوطن ونضال الحزب الشيوعي وقدم الأستاذ محمد إبراهيم نقد الذي صعد إلى المنصة وسط تصفيق وهتافات وزغاريد الحاضرين.
بعد أن رحب الأستاذ نقد بالحاضرين، حيا ذكرى شهداء الحزب والحركة الطلابية والحركة الجماهيرية وجميع الذين استشهدوا ضد طغيان الحكم الحالي، وحيا منظمات حقوق الإنسان محلياً ودولياً على أثرها في تخفيف آثار قهر السلطة على الشعب السوداني ومناضليه. وركز على شهداء الحركة الطلابية، ثم تحدث عن حريق الجامعة الأهلية مطالباً بإعادة فتحها حتى ولو درس الطلاب تحت الشجر، ودعا لوحدة صف الطلبة ضد العنف، وإلى استعادة الدور النقابي لاتحادات الطلبة، وإلى عقد مؤتمر أكاديمي لمناقشة تجربة ثورة التعليم العالي، وآخر لمناقشة التعليم العام. ودعا لضرورة عدم ظلم المغتربين في تعليم أبنائهم، وإلى ضرورة الاهتمام بإسكان الطلاب والطالبات.
ثم تناول في حديث شيق مسهب مليء بالأرقام والمقارنات الإحصائية الحالة الاقتصادية قبل انقلاب الانقاذ والوضع الحالي، وتحدث عن الأوضاع المعيشية، والسياسات الاقتصادية، وتدهور الزراعة، وتدهور الصناعة، والبترول، وتوزيع الثروة، والقانون الجديد لمشروع الجزيرة، وقضايا التنمية في مناطق استخراج البترول وشرق السودان، والتداخل بين خزينة الدولة والحزب الحاكم، وعن بيع مؤسسات القطاع العام، وتوزيع فرص العمل، ودعا إلى الشفافية في الشمال والجنوب.
بعد ذلك تحدث عن أوضاع المرأة والشباب مبيناً وجوب النظر لقضاياهم بمنظار جديد، فقد انتقد النص في الاتفاقيات على "تمثيل المرأة" في المؤسسات التشريعية والتنفيذية، مبيناً أن نسبة الإناث تبلغ حوالي 60% من جملة الطلبة في الجامعات والمعاهد العليا وأنه لو اتيحت لهن الفرصة العادلة في التوظيف فسيحصلن على حقوقهن الكاملة في هذه المواقع في سنين قليلة.ثم تحدث عن تجارب وجود قوات أجنبية في مناطق عديدة من العالم وفشلها، وبين أن هذا أكبر تحدٍ يواجه الشعب السوداني اليوم، وأن المطلوب تنفيذ الاتفاقيات بحذافيرها، وتحدث عن الأبعاد المركبة للصراع في دارفور، وعن إشاراته الأولى التي تجاهلتها الجبهة القومية الإسلامية منذ الثمانينات بانقسامات أبناء دارفور المتعددة من صفوفها، وذكر من أسباب الصراع تردي الخدمات، والصراع حول الموارد، والصراعات الإقليمية والدولية، وتوطين الحكومة لقبائل دخيلة من الرعاة في مناطق قبائل الفور وغيرهم من المزارعين. وبين أن الحكومة تأخرت في بداية محاكمة المتورطين في انتهاكات دارفور، وأن الواجب الآن دفع مفاوضات أبوجا لتصل إلى حل لهذه المشكلة، وجدد دعوته التي أطلقها في حواره مع صحيفة البيان الإماراتية منذ عدة سنوات بإقامة "مشاكوس شعبي" أو مؤتمر قومي لمناقشة القضية من جميع جوانبها لإيجاد حلول لهذه الأزمة المزمنة. ثم شرح أبعاد الاستراتيجية الأمريكية لقارة افريقيا ومناطق استخراج البترول.
وحدد الأستاذ نقد رأي الحزب الشيوعي السوداني الواضح في اتفاق القاهرة بين التجمع الوطني الديمقراطي والحكومة بأنه اتفاق ضعيف، وأنهم يتفهمون أثر انشغال الوسطاء المصريين بشأنهم الداخلي على ضغوطهم من أجل توقيع الاتفاق، إلا أنه أوضح أن ما يهم الحزب هو التحول الديمقراطي.
وأكد على ماركسية واشتراكية الحزب الشيوعي السوداني، وعلى فشل دولة الحزب الواحد والنموذج السوفييتي للاشتراكية، وجدد رفض الحزب لوجود مركز للحركات الشيوعية في العالم، وأكد على انتماء الحزب لهذا الشعب وتعاونه وتحالفه مع غيره من القوى.
وطالب بأن تنضم الدولة السودانية لاتفاقية مناهضة التعذيب، وأن تخضع للقانون. وتحدث عن السكة الحديد وما حاق بها من دمار، وعن إعادة تعميرها، وعن الطبقة العاملة، والجرائم التي ارتكبت في حقها، وكسب ثقتها.
مرفق مع هذا التقرير بعض الصور لهذه الليلة التاريخية، ونعدكم بأن نقوم بإنزال تسجيل بالفيديو لأحداثها بعد الفراغ من عملية المونتاج في الأيام القليلة القادمة.
ديل أنحنا القالوا فتنا .. وقالوا متنا .. وقالوا للناس انتهينا، نحنا جينا
جايين في السكة نمد .. من سيرتك للجايين
عارفينك ماشي تسد .. وردية يا قاسم أمين
لوح بابتسامة .. قال مع السلامة .. ثم ارتمى وتسامى، وتسامى
هيئة تحرير الميدان
الخرطوم – الديوم الشرقية، 27/6/2005
عاش نضال الشعب السوداني
عاش نضال الحزب الشيوعي السوداني
تدشين العمل العلني للحزب نتيجة لنضالات جماهير الشعب السوداني
جماهير الدائرة (23) بالديوم ترحب بالمناضل الأستاذ محمد إبراهيم نقد نائب الدائرة
يتواصل النضال لنيل حقوق التعليم والصحة ولاستقلالية وديمقراطية الحركة النقابية
هذه بعض هتافات حضور الندوة الجماهيرية الحاشدة التي أقامها الحزب الشيوعي السوداني مدشناً نشاطه الجماهيري العلني، وبعض ما نادت به اللافتات التي أحاطت بميدان الاتحاد بالديوم الشرقية، في الندوة التي خاطبها الأستاذ محمد إبراهيم نقد، السكرتير السياسي لسكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، للمرة الأولى منذ 16 عاماً من عمر دكتاتورية نظام الإنقاذ. وقد كانت ليلة على قدر الآمال والتوقعات والطموحات، فقد أقيمت الندوة في ميدان من الميادين القلائل التي لم تمتد إليها أيدي بائعي أرض الوطن من مرتزقة سماسرة الأراضي وأغنياء الجبهة العاطلين عن أي نشاط اقتصادي سوى الأنشطة الطفيلية، وأقيمت في دائرة انتخب سكانها في آخر انتخابات ديمقراطية نزيهة الأستاذ نقد بكل طواعية واختيار، وأحبوه وقدروه وما انفكوا يذكرون من جاء ليخاطبهم في هذه الساحة بأن هذا ليس مكانك ولكنه مكان نقد، وقد بادلهم هذا العرفان فبدأ ندوته ب"مواصلة ما انقطع من مواضيع" على حسب ما ذكر. وقد شهد الندوة أكثر من 5 آلاف شخص من شيوعيين وسياسيين ومواطنين عاديين ملأوا الساحة بأعلام وشعارات الحزب الشيوعي، وحضرها ممثلون لوسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون ومنظمات المجتمع المدني وممثلون للقوى السياسية مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي بأجنحتهما وحزب البعث والتحالف الوطني وممثل للحزب الشيوعي اللبناني، وممثلون للسفارة المصرية، وأسر شهداء الحزب والحركتين الطلابية والجماهيرية.
بدأت الليلة بكلمة من الأستاذ أسامة حسن من أعضاء الحزب الشيوعي السوداني بمدينة الخرطوم، الذي رحب بالجميع وترحم على شهداء نضال الشعب السوداني، وتحدث عن هموم الوطن ونضال الحزب الشيوعي وقدم الأستاذ محمد إبراهيم نقد الذي صعد إلى المنصة وسط تصفيق وهتافات وزغاريد الحاضرين.
بعد أن رحب الأستاذ نقد بالحاضرين، حيا ذكرى شهداء الحزب والحركة الطلابية والحركة الجماهيرية وجميع الذين استشهدوا ضد طغيان الحكم الحالي، وحيا منظمات حقوق الإنسان محلياً ودولياً على أثرها في تخفيف آثار قهر السلطة على الشعب السوداني ومناضليه. وركز على شهداء الحركة الطلابية، ثم تحدث عن حريق الجامعة الأهلية مطالباً بإعادة فتحها حتى ولو درس الطلاب تحت الشجر، ودعا لوحدة صف الطلبة ضد العنف، وإلى استعادة الدور النقابي لاتحادات الطلبة، وإلى عقد مؤتمر أكاديمي لمناقشة تجربة ثورة التعليم العالي، وآخر لمناقشة التعليم العام. ودعا لضرورة عدم ظلم المغتربين في تعليم أبنائهم، وإلى ضرورة الاهتمام بإسكان الطلاب والطالبات.
ثم تناول في حديث شيق مسهب مليء بالأرقام والمقارنات الإحصائية الحالة الاقتصادية قبل انقلاب الانقاذ والوضع الحالي، وتحدث عن الأوضاع المعيشية، والسياسات الاقتصادية، وتدهور الزراعة، وتدهور الصناعة، والبترول، وتوزيع الثروة، والقانون الجديد لمشروع الجزيرة، وقضايا التنمية في مناطق استخراج البترول وشرق السودان، والتداخل بين خزينة الدولة والحزب الحاكم، وعن بيع مؤسسات القطاع العام، وتوزيع فرص العمل، ودعا إلى الشفافية في الشمال والجنوب.
بعد ذلك تحدث عن أوضاع المرأة والشباب مبيناً وجوب النظر لقضاياهم بمنظار جديد، فقد انتقد النص في الاتفاقيات على "تمثيل المرأة" في المؤسسات التشريعية والتنفيذية، مبيناً أن نسبة الإناث تبلغ حوالي 60% من جملة الطلبة في الجامعات والمعاهد العليا وأنه لو اتيحت لهن الفرصة العادلة في التوظيف فسيحصلن على حقوقهن الكاملة في هذه المواقع في سنين قليلة.ثم تحدث عن تجارب وجود قوات أجنبية في مناطق عديدة من العالم وفشلها، وبين أن هذا أكبر تحدٍ يواجه الشعب السوداني اليوم، وأن المطلوب تنفيذ الاتفاقيات بحذافيرها، وتحدث عن الأبعاد المركبة للصراع في دارفور، وعن إشاراته الأولى التي تجاهلتها الجبهة القومية الإسلامية منذ الثمانينات بانقسامات أبناء دارفور المتعددة من صفوفها، وذكر من أسباب الصراع تردي الخدمات، والصراع حول الموارد، والصراعات الإقليمية والدولية، وتوطين الحكومة لقبائل دخيلة من الرعاة في مناطق قبائل الفور وغيرهم من المزارعين. وبين أن الحكومة تأخرت في بداية محاكمة المتورطين في انتهاكات دارفور، وأن الواجب الآن دفع مفاوضات أبوجا لتصل إلى حل لهذه المشكلة، وجدد دعوته التي أطلقها في حواره مع صحيفة البيان الإماراتية منذ عدة سنوات بإقامة "مشاكوس شعبي" أو مؤتمر قومي لمناقشة القضية من جميع جوانبها لإيجاد حلول لهذه الأزمة المزمنة. ثم شرح أبعاد الاستراتيجية الأمريكية لقارة افريقيا ومناطق استخراج البترول.
وحدد الأستاذ نقد رأي الحزب الشيوعي السوداني الواضح في اتفاق القاهرة بين التجمع الوطني الديمقراطي والحكومة بأنه اتفاق ضعيف، وأنهم يتفهمون أثر انشغال الوسطاء المصريين بشأنهم الداخلي على ضغوطهم من أجل توقيع الاتفاق، إلا أنه أوضح أن ما يهم الحزب هو التحول الديمقراطي.
وأكد على ماركسية واشتراكية الحزب الشيوعي السوداني، وعلى فشل دولة الحزب الواحد والنموذج السوفييتي للاشتراكية، وجدد رفض الحزب لوجود مركز للحركات الشيوعية في العالم، وأكد على انتماء الحزب لهذا الشعب وتعاونه وتحالفه مع غيره من القوى.
وطالب بأن تنضم الدولة السودانية لاتفاقية مناهضة التعذيب، وأن تخضع للقانون. وتحدث عن السكة الحديد وما حاق بها من دمار، وعن إعادة تعميرها، وعن الطبقة العاملة، والجرائم التي ارتكبت في حقها، وكسب ثقتها.
مرفق مع هذا التقرير بعض الصور لهذه الليلة التاريخية، ونعدكم بأن نقوم بإنزال تسجيل بالفيديو لأحداثها بعد الفراغ من عملية المونتاج في الأيام القليلة القادمة.
ديل أنحنا القالوا فتنا .. وقالوا متنا .. وقالوا للناس انتهينا، نحنا جينا
جايين في السكة نمد .. من سيرتك للجايين
عارفينك ماشي تسد .. وردية يا قاسم أمين
لوح بابتسامة .. قال مع السلامة .. ثم ارتمى وتسامى، وتسامى
هيئة تحرير الميدان
<< Home